خبراء لـ«الدستور»: قمة الجزائر تأتي فى وقت صعب.. ونأمل تحقيق نتائج قوية
تنطلق فى الجزائر اليوم الثلاثاء، القمة العربية الحادية والثلاثون بحضور عدد من القادة ورؤساء الدول العربية.
ووصل الرئيس عبدالفتاح السيسي الثلاثاء إلى الجزائر للمشاركة فى القمة العربية التى تحتضنها الجزائر.
وكان لـ"الدستور" لقاء مع عدد من الخبراء والسياسيين من الدول العربية المشاركة فى القمة العربية للتحدث عن أهمية تلك القمة، وأبرز ما ستتناوله على مدار يومين.
سياسي فلسطينى:القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في هذه القمة
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب السياسي الفلسطينى وأستاذ العلوم السياسية بجامعتي القدس والأقصى، إن القمة العربية الحادية والثلاثون في الجزائر تنعقد في ظل ظروف دولية غاية في التعقيد و متغيرات دولية تلقي بظلالها على العالم ومن ضمنها المنطقة العربية.
وأضاف الرقب فى تصريحاته لـ"الدستور"، للأسف يغيب عن هذه القمة رغم أهميتها ثلث الزعماء العرب، معربا عن أمله في أن يشارك الجميع ليضع رؤية لمواجهة التحديات أقلها الاقتصادية مضيفا “نحن نرى الآن دول أوروبية تنكفئ على نفسها لتحمي طاقتها وتدفع بذلك تجاه ارتفاع الأسعار في منطقتنا واقلها الزيوت، كنت اتمنى أن يشارك الجميع ليضع رؤية لإعادة القوة لتشكيل السوق العربية المشتركة و تحقيق وحدة اقتصادية كاملة تضمن حرية تنقل الأيدى العاملة ورأس المال العربي داخل المنطقة العربية و أتمنى أن يتم ذلك خلال هذه القمة”.
وأكد، أن القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في هذه القمة حيث رعت الجزائر اجتماع للفصائل الفلسطينية خلال شهر أكتوبر الماضي وخرج المجتمعون بورقة لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي أصبحت هم كبير يؤرق الفلسطينيين و يضعف قضيتهم.
وأعرب الرقب عن أمله أن يتم تشكيل لجنة عربية بقيادة مصر ومتابعة عربية واسعة لتنفيذ بنود المصالحة وأهمها الانتخابات الفلسطينية المعطلة وتذليل العقبات من أجل تحقيق هذه الغاية، وضرورة تشكل لجنة قانونية عربية لرفع الحرج عن السلطة الفلسطينية للتوجه بقضايا ضد الاحتلال في الجنائية الدولية وكذلك توفير الدعم المالي والمعنوي للأهالى في القدس حيث أنهم في خط المواجهة الأول و تشكيل طاقم دبلوماسي عربي للتحرك على الصعيد الدولي لمنع قيام الاحتلال بتنفيذ التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
واختتم تصريحاته قائلا: "نتمنى للقمة العربية النجاح وأن تخرج بمخرجات تفيد أمتنا العربية بشكل عام".
سياسي عراقى: يتطلع العراقيون ينتظرون نتائج قوية
ومن العراق قال «علي الصاحب» المحلل السياسي العراقي، إن القمة العربية بدورتها (31) في الجزائر والتي يمثل العراق فيها الرئيس عبداللطيف رشيد بعد انتخابه مؤخرا، تعد من القمم المهمة لاسيما وأن المرحلة الحالية تشهد تحديات كثيرة وكبيرة، بعد المعاناة التي عاشها العراق في وجود داعش على أراضيه وسيطرتها على بعض الأراضي والمواقع، إضافة للوضع السياسي المضطرب والذي تخلله الكثير من الانقسامات والتشظي وعدم الاتفاق والذي انتج لنا موجه كبيرة من الاحتجاجات والتظاهرات التي عصفت بالبلاد وكادت ان تنهي العملية السياسية عندما وصل المحتجون إلى القصر الرئاسي والمنطقة الخضراء التي تحوي أبنيه حكومية مهم.
وأضاف الصاحب فى تصريحاته لـ"الدستور"، أنه مع كل هذه الإرهاصات والعراقيل استطاع العراق أن يقف من جديد وأن يعيد رسم خطوط واضحة لحكومته وسارت الأمور وفق القانون.
وتابع: “رغم كل ما تقدم فهو بحاجة ملحة الى محيطه العربي ووقوف الأشقاء إلى جانبه، الأمر الذي يعزز مكانته ودوره المحوري باعتبار العراق من البلدان المؤسسة لجامعة الدول العربية، إذ يتطلع العراقيون خيرا لهذه القمه لاسيما وأن علاقات العراق مع الدول العربية قويه ومتينه وخاصة مع جمهورية مصر الشقيقة التي تربطه معها كل أواصر المحبة والتعاون المشترك”.
سياسي تونسى: نأمل أن تخرج القمة بخطة عمل عربي مشترك
ومن تونس، قال مصطفى عطية الباحث السياسي، إن الجزائر تحتضن بالقمة العربية وسط توترات إقليمية ودولية متصاعدة وأزمات اقتصادية وأمنية خطيرة، وهو ما من شأنه أن يرفع من درجة الترقب لدى الشعوب العربية، حتى لا تبقى على هامش التحولات الجيوستراتيجية العميقة والشاملة التي يشهدها العالم.
وتابع عطية فى تصريحاته لـ"الدستور"، ولكن مهما كان حجم انتظار الشعوب العربية من هذه القمة فإن الحقيقة والواقع يفرضان التحلي بكثير من الموضوعية حتى لا نغرق مرة أخرى في متاهات الأحلام، فالقمم العربية راكمت على امتداد سنوات طويلة الفشل الذريع وخيبات الأمل، والوطن العربي لم يشهد منذ ثلاثة أرباع القرن تفككا على جميع الأصعدة مثل التفكك الذي يعيشه اليوم، ولم تعرف أنظمته وشعوبه تنافرا كالذي يحدث الآن.
وأشار عطية إلى أن الحروب في سوريا واليمن وليبيا طاحنة، لا تهدأ إلا لتشتعل من جديد، والتوترات الاجتماعية التي تم التحريض عليها من الخارج، بتواطؤ من أنظمة عربية مرتبطة بتحالفات دولية معادية لمصالح الأمة تحت مظلة مخادعة هي"الربيع العربي"، مازالت تعصف ببعض الأقطار، والاقتصادات حتى تلك التي تعتبر غنية في الوطن العربي تعاني من الركود الذي قد يتحول إلى كساد إذا ما تواصلت ازمة الطاقة والغذاء في العالم واتسع نطاق الحرب الروسية-الأوكرانية خاصة وأن بعض الأقطار العربية تحتضن قواعد عسكرية لطرف أساسي من أطراف النزاع وهو الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح عطية أن انعقاد القمة العربية في هذه الظروف سينتج عنه أحد مسارين اثنين، المسار الأول هو اتفاق الأنظمة العربية على خطة عمل عربي مشترك ذات آليات ناجعة ومستدامة، تصون الأمن العربي بكل تفرعاته، وتنهي الحروب في بعض الأقطار، وترمم ما تداعى من الاقتصادات العربية، وتستعيد الحقوق العربية المسلوبة في فلسطين والجولان والجزر الإماراتية وتضع حدا للتدخل الإيراني والتركي في الشؤون العربية الداخلية، وهو المسار التي تحلم به الشعوب العربية منذ ثلاثة أرباع القرن، وهو إلى اليوم مستبعد جدا في ظل المؤشرات الراهنة حيث تعمد العديد من القيادات العربية التغيب عن هذه القمة لتجنب الالتزام بقراراتها.
أما المسار الثاني، قال عطية إنه يتمثل في تواصل خيبات الأمل، وتكون هذه القمة شبيهة لسابقاتها في مراكمة الفشل والعجز والتفكك وضياع الحقوق ليكون العرب مرة أخرى على هامش التاريخ فاقدين للمبادرة والقرار السيادي.
نائب سورى: سوريا حريصة على التضامن العربي وتوحيد الكلمة
ومن سوريا، قال النائب البرلمانى حسين راغب، إنه بعد تأجيل القمة العربية لمدة عامين بسبب جائحة كورونا تعقد القمة في الجزائر بلد الأحرار العرب وبلد المليون ونصف المليون شهيد والبلد الداعم لحركات التحرر الوطني .
وأضاف راغب فى تصريحاته لـ"الدستور"، كما هو معروف فإنه رغم القرار الخاطئ الذي صدر عام 2011 بتعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في مخالفة صريحة وواضحة لأحكام ميثاق جامعة الدول العربية التي تعتبر سوريا من الآباء المؤسسين لهذه الجامعة فإن سوريا لم تتخلى عن دورها التاريخي كقلب العروبة النابض، وبقيت داعما للتضامن العربي والعمل العربي المشترك رغم كل التحديات والمصاعب التي واجهتها بما يقوض الأمن القومي العربي.
وحول عودة سوريا بشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، قال راغب فإنه وبسبب الضغوط الدولية على بعض الدول العربية أبلغ وزير الخارجية السوري نظيره الجزائري تفضيل سوريا عدم طرح موضوع استئناف شغل مقعدها بجامعة الدول العربية خلال قمة الجزائر، وهذا الموقف السوري يأتي حرصا من سوريا على التضامن العربي والمساهمة في توحيد الكلمة والصف العربي في مواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
واختتم راغب تصريحاته قائلا: نحن في حزب الإصلاح الوطني كما معظم الشعب السوري نتطلع بأن تخرج قمة الجزائر "لم الشمل" بمخرجات بناءة من شأنها أن تسهم في تنقية الأجواء وتعزيز العلاقات العربية للدفع قدمًا بالعمل العربي المشترك.