الجارديان: قمة «كوب 27» فى مصر تمنح العالم فرصة لمواجهة أعنف تغيرات المناخ
أكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن الأحداث المناخية تجاوزت السيناريوهات القاتمة التي حددها العلماء للمستقبل القريب من العواصف الشديدة والجفاف والفيضانات وانهيارات الغطاء الجليدي التي فاقت ظهورها المفاجئ أسوأ تنبؤات الباحثين، فالتغير المناخي الكارثي يحدث بسرعة أكبر وبكثافة أكبر من تحذيراتهم الأشد قتامة.
فرصة أخيرة
وتابعت: إن كوكب الأرض يتأرجح على شفا كارثة أرصاد جوية، مما يعطي ميزة جديدة لافتتاح قمة المناخ «كوب 27» في مصر الشهر المقبل، حيث تم التأكيد بشكل صارخ على المهمة التي تواجه المندوبين من قبل الأمم المتحدة بأن العالم يسير الآن على المسار الصحيح لارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 2.8 درجة مئوية، كما اتهمت الدول بإضاعة عام لأنها فشلت في تقديم تعهدات طموحة بشأن انبعاثات الغازات التي تم التعهد بها في قمة كوب 26 في جلاسكو العام الماضي.
وتم التأكيد على هذه النقطة من قبل بوب وارد، مدير السياسات في معهد جرانثام لأبحاث تغير المناخ والبيئة، حيث قال: «تغير المناخ يلحق الضرر بالفعل بملايين الأرواح حول العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة، ويشكل تهديدًا متزايدًا للتنمية الاقتصادية للبلدان الفقيرة على وجه الخصوص، ومن الأهمية بمكان أن تدرك الحكومات في قمة كوب 27 أن مخاطر الخسائر والأضرار تتسارع».
وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء يحذرون من أنه إذا كان للعالم فرصة للوصول إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050 وبالتالي منع انتهاك حد 1.5 درجة مئوية، فسيتعين خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 5% إلى 7% سنويًا، وفي الوقت الحاضر، ترتفع الانبعاثات بين 1% و2% سنويًا مع القليل من الدلائل على توقف هذه الزيادة.
ويرى العلماء أن إيجاد طرق لخفض الكربون يجب أن يكون أولوية بالنسبة لكوب 27، ومع ذلك، من المتوقع أن تهيمن على القمة مناقشات مثيرة للجدل حول التعويضات التي تعتقد الدول الفقيرة أن الدول الأكثر ثراء يجب أن تدفعها مقابل تأثير تغير المناخ، ونتجت ظاهرة الاحتباس الحراري عن الدول الصناعية التي استخدمت الوقود الأحفوري لجعل نفسها غنية، فالحجة هي أنه ينبغي عليها الآن تعويض تلك البلدان التي تعاني من أسوأ تقلبات تغير المناخ، وتُعرف هذه المطالبات باسم مطالبات «الخسائر والأضرار» وستكون محور التركيز الرئيسي لقمة الشهر المقبل.