معهد الفلك يبدأ فى رصد كسوف الشمس الجزئى لمدة ساعتين
بدأ الباحثون بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية في رصد ومتابعة ظاهرة الكسوف الجزئي للشمس في الساعة الثانية عشرة ظهرًا، والتي تستمر لمدة ساعتين و16 دقيقة.
ويبث المعهد حاليا الحدث مباشرة من مركز الرصد على موقع المعهد الرسمي وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمعهد، محذرًا من النظر بالعين المجردة إلى كسوف الشمس دون الحماية الصحيحة للعين، حيث يمكن أن يعرضها لأشعة الشمس الضارة ما يتسبب في تلفها.
وأوضح رئيس المعهد الدكتور جاد القاضي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، أن نسبة الغيوم وتكاثر السحب المتوسطة والمنخفضة في السماء اليوم قد تؤثر في عملية رصد الظاهرة، لافتًا إلى أن كسوف الشمس الجزئي يحدث عندما تصطف الأرض والقمر والشمس على خط مُستقيم، ويبدأ القمر بالمرور من أمام الشمس حاجبًا أشعتها عن الأرض، لكن ظل القمر أصغر بكثير من أن يغطي الأرض كلها، وقد يحجب الكسوف الجزئي ربع قرص الشمس، أو نصفه، أو أي جزء منه أقل من الكامل، وقد يستمر لعدة ساعات.
وقال رئيس المعهد إن هذا الكسوف هو الثاني والأخير لعام 2022 حيث حدث في 30 أبريل الماضي كسوف جزئي للشمس ولكن لم ير في مصر، لافتا إلى أنه بعد أسبوعين وتحديدًا في 8 نوفمبر المقبل سيحدث خسوف كلي للقمر ولكنه لن يرى في مصر والوطن العربي.
وأضاف أن هذا الكسوف لن يرى في مصر مرة أخرى إلا في يوم 2 أغسطس 2027، وفيه ستشهد مصر حدثًا فلكيًا فريدًا وهو كسوف كلي للشمس، في الساعة 12 و6 دقائق تقريبا وفيه السماء قبيل الظهيرة بنحو ساعة ستظلم وكأنها في نصف الليل.
وأشار رئيس المعهد إلى أن ذروة الكسوف الجزئي في القاهرة ستكون في الساعة الواحدة وتسع دقائق ظهرًا تقريبًا حيث يغطي قرص القمر حوالي 37.3% من قرص الشمس، وسينتهي الكسوف الجزئي في الساعة الثانية و16 دقيقة تقريبًا.
وأكد رئيس المعهد أنه يمكن الاستفادة من ظاهرتي الكسوف الشمسي والخسوف القمري للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث أن الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس، لافتًا إلى أن هذا الكسوف يتفق توقيت وسطه مع اقتران شهر ربيع الآخر للعام الهجري الحالي 1444.
وعن ظاهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر، قال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد إن كسوف الشمس هو وقوع ظل القمر على الأرض ويحدث نهارًا، وأن خسوف القمر هو وقوع ظل الأرض على القمر ويحدث ليلًا.
وأضاف أن كسوف الشمس (سواء كلي أو جزئي أو حلقي) لا يحدث أبدًا إلا إذا كان القمر محاقًا، أي عندما يكون القمر بين الشمس والأرض (ليسقط ظل القمر على الأرض)، وخسوف القمر لا يحدث أبدًا إلا إذا كان القمر بدرًا، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر (ليسقط ظل الأرض على القمر).
وأوضح أنه بناء على ذلك فإن كسوف الشمس وخسوف القمر تكون الفترة بينهما دائمًا حوالي أسبوعين، وهي الفترة التي تفصل بين المحاق والبدر، وعليه فإن كسوف الشمس اليوم يعقبه خسوف للقمر يوم 8 نوفمبر، ولكنه لا يرى في مصر.
وكان المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية قد فتح أبوابه للجمهور من المتخصصين وهواة الفلك لمتابعة ورصد الكسوف الجزئي للشمس مجانًا بدون رسوم، واستقبلهم فريق بحثي مزود بأجهزة رصد متطورة لمتابعة الحدث، وتم توزيع أجهزة مخصصة للجمهور مزودة بمرشحات ضوئية خاصة، وحرصت نخبة من باحثي المعهد بتقديم شرح واف للجمهور عن تفاصيل الظاهرة الفلكية.
كما نظم المعهد فعالية أخرى بمرصد القطامية الفلكي، وفي المركز الإقليمي للمعهد بمدينة الخارجة بالوادي الجديد، وفي المركز الإقليمي للزلازل بأسوان، وفي بهو معابد الكرنك بالأقصر.