كانت حلم حلمته.. الشاعر إبراهيم عبدالفتاح يروي تفاصيل أول قصيدة بالعامية
لأول قصيدة يكتبها الشاعر ذكريات محفورة لن تنسى، وتظل أول قصيدة لها احساس خاص، عالقة في الذهن، فهى تعد البداية والانطلاقة للموهبة المدفونة داخل مكنون الشاعر، ومن بين هؤلاء الشعراء إبراهيم عبد الفتاح الذي يروي تفاصيل أول قصيدة بالعامية كتبها عندما كان طفلًا صغيرًا.
فقال عبد الفتاح:"والدى رحمه الله كان لديه إصرار على كتابة الشعر باللغة العربية الفصحى، وهذا ما جعلنى أذهب إلى العامية كنوع من التمرد أو كسر سلطة الأب، وعملًا بمقولة: «لا يمكن للرجل أن ينضج حتى يقتل أباه»، و«قتل الأب» هنا يعنى التمرد، كما أن جزءًا من المسألة كان يبدو أنه قدرى.
أضاف لـ"الدستور" تعد أول قصيدة عامية كتبتها كانت حلمًا حلمته، واستيقظت من النوم ودونت كل ما جاء فيه، وأضفت إليه أسماء، ومن هنا بدأت علاقتى مع الشعر بالعامية، وبدأت أتردد على قصر ثقافة الغورى والرابطة الإسلامية وجماعة الشبان المسيحيين، وذهبت أختبر هذه القصيدة مع الجمهور، ووجدت رد فعل لطيفًا، فبدأت أهتم بالعامية وأنشر وأكتب، رغم أننى لم ألتقِ أحدًا من كبار شعراء العامية.
وأكمل:"استمر هذا حتى جاء يوم كنت فى دار «المعارف» وألقيت إحدى قصائدى، وكانت عن التماثيل فى ميادين القاهرة، وأثناء إلقاء القصيدة وجدت شخصًا لا أعرفه، كان متحفزًا جدًا وقال لى: «أنت متأثر بفؤاد حداد!»، فاندهشت وقلت له: «هل يمكن أن أتأثر بشخص لم أقرأ له؟!»، فقال: «يا نهار أسود.. بتكتب عامية ولم تقرأ لفؤاد حداد؟!»، ثم أخذنى من يدى ونزلنا مكتبة «مدبولى» واشترى لى الأعمال الكاملة للشاعر فؤاد حداد، وقال لى: «هذا عربون صداقة بيننا».
وأكمل عبد الفتاح: "ففتحت الأعمال الكاملة لفؤاد حداد دون ترتيب، فوجدت قصيدة بعنوان: «والد الشعراء»، فقلت: «أنا لسه قاتل والدى أى تمردت عليه- لذا سأتمرد على فؤاد حداد هو الآخر»، وبالفعل ظللت فترة كبيرة لا أقرأ شعر فؤاد حداد، حتى وصلت إلى مرحلة من النضج، وكنت أخضع لعملية جراحية، فشعرت بأننى أريد أن أقرأ له".
وإبراهيم عبد الفتاح، شاعر وكاتب مسرحي، مواليد 1952 وتميز في كتابة النصوص الشعرية بالعامية المصرية وبالعربية الفصحى، كما كتب العديد من الأغنيات للأفلام والمسلسلات منها: لما الشتا يدق البيبان: غناها علي الحجار، لو بإيدي: غناها وجيه عزيز، بأفرد ضلوعي: غناها مدحت صالح، شباك قديم: غنتها حنان ماضي.