قدم تجربة فريدة في الأغنية.. لماذا فشل محمد فوزي كمطرب في اختبار الإذاعة؟
وصف المؤرخ الموسيقي الراحل زين نصار الفنان محمد فوزي بأنه يحتل مكانة مرموقة في تاريخ الموسيقى المصرية الحديثة، نظرًا لإبداعاته في الغناء.
ولفت "نصار" في مقاله المنشور بجريدة "القاهرة" 2008، إلى أن محمد فوزي كان رائدًا في تقديم شخصية "المسحراتي" في التلفزيون المصري، كما قدم تجربة لم تتكرر في الغناء المصري عندما قدم أغنية "كلمني طمني" بمصاحبة كورس من النساء والرجال بدون أي مصاحبة الآلات الموسيقية.
قسم محمد فوزي الكورس إلى مجموعتين، الأولى تقوم بدور الفرقة الموسيقية بآلاتها المتنوعة ذات الطبقات الصوتية المختلفة من حيث حدة الصوت أو غلظته أو في طبقته الصوتية المتوسطة، فجاء الأغنية فريدة في الغناء المصري، كما قدم الأغنية الساخرة بداية من "كان بدري عليك..عليك بدري" التي غناها في أحد أفلامه، ثم "جنينة الغرام" التي شارك في غنائها مع المطربة صباح والفنان إسماعيل ياسين،"أبطال الغرام" التي استعرض فيها بصورة ساخرة أشهر قصص الغرام وهي مجنون ليلى، كليوباترا، مارك أنطوان، وروميو وجوليت.
ولد محمد فوزي في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1918 بقرية كفر الجندي مركز طنطا بمحافظة الغربية، ورث جمال صوت والده، وفي عام 1931 حصل على الشهادة الابتدائية وبعدها التحق بالمرحلة الثانوية، وتعلم قراءة التدوين الموسيقى "النوتة الموسيقية" وكان يغني لأصدقائه ، كما كان يغني في مولد العارف بالله سيدي أحمد البدوي، مما أدى إلى فشله في الحصول على شهادة البكالوريا.
أثناء غناه في أحد الموالد سمعه أحد عازفي آلة القانون، فأعجب بصوته ونصحه بالسفر إلى القاهرة والالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية لصقل موهبته بالدراسة، وتقدم لاختبار القبول بالمعهد بنجاح وهو في السابعة عشرة من عمره، وأثناء الدراسة عمل في فرقة "بديعة مصابني".
ورغم شهرته، لم ينجح محمد فوزي في اختبارات الإذاعة المصرية، ويرجع "نصار" السبب إلى وجود بعض العقليات المتحجرة في الإذاعة الذين كانوا يتمسكون بكل ما هو تقليدي وقديم، وتم اعتماد محمد فوزي محلنا، وبعد ثورة يوليو 1952 اعتمد كمطرب، لتغيير لجان الإذاعة ودخول بعض الشخصيات المنفتحه، هو ما شجع أصحاب الأفكار الجديدة والأساليب المتطورة للتقدم.
أنشأ محمد فوزي أول مصنع إسطوانات لتوفير العملة الصعبة وسماه “مصرفون”، كما أنشأ شركة للإنتاج السينمائي.