اشترى «البؤساء» بـ5 قروش.. اعترافات جمال الغيطاني عن بدايات تكوينه
سرد جمال الغيطاني بدايات تكوينه الأولى، وتأثره بوالده الحكّاء الذي لم تكن له أي علاقة بالأدب.
حكى الكاتب الراحل في مقاله المنشور بجريدة "الحياة" سبتمبر 2000، أنه ولد في 9 مايو عام 1945، لوالده الموظف الصغير الذي كان لديه قدرة هائلة على الحكي الشفهي، ووالدته التي لم تكن تعرف القراءة ولا الكتابة، لكن كان لديها ثقافة شفاهية متوارثة ثرية للغاية، على حد وصفه.
اعترافات جمال الغيطاني
في السابعة من عمره كان "الغيطاني" يجتاز "الحسين" بعد صلاة عيد الفطر، توقف أمام بائع الصحف والكتب، وقع بصره على غلاف رواية "البؤساء" لفيكتور هوجو، فاشتراها بخمسة قروش، وعاد لبيته فقرأها، وكانت القراءة الأولى والأخيرة في حياته، قال: "لم أعد إليها قط، لكنني ما زلت احتفظ في ذاكرتي بصفحات كاملة منها، كأني فرغت منها للتو، كان البؤساء أول كتاب اقتنيته، قرأت قبله من مكتبة المدرسة مجلدات مجلة أطفال اسمها السندباد".
عرف "الغيطاني" طريق باعة الكتب القديمة على رصيف الجامع الأزهر، ودور النشر القديمة التي كان بعضها يطبع الكتب بلغات كردية وملاوية وأوردية وأمهرية والعربية.
اعترافات جمال الغيطاني
قرأ جمال الغيطاني الروايات المترجمة، فقرأ إسكندر دوما والعديد من الروايات التي تناولت الثورة الفرنسية وأحداثها، وقرأ الروايات البوليسية وروايات آرسين لوبين تأليف موريس لبلان، وروايات آجاثا كريستي، ثم قرأ ترجمات لديستوفيسكي الذي ارتبط به مدى حياته واعتبره "إمام الروائيين"، وبمرور السنين وضع له بجوار مكتبه لوحة ضخمة حصل عليها من متحفه في بطرسبرج "لينجراد".
في السنوات الأولى من حياته، كان الأديب والكاتب الراحل إذا قرأ رواية عن الثورة الفرنسية يبحث عن كتاب يؤرخ للثورة، ولم تكن الخطوط فاصلة بين الواقع والخيال، يقرأ الرواية فيعيش أحداثها، بل يكتسب بعضا من صفات بطلها مثلما حصل له مع "كازيمبودو" بطل "أحدب نوتردام" إذ وصل لدرجة أنه كان يمشى منحنيا مثله أو يتمهل في خطواته مقتديا براسكولينكوف عندما كان يخطط لجريمته.