وزيرة الهجرة: مستعدون لنقل التجربة المصرية لأشقائنا فى العراق
استقبلت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، السفير أحمد نايف رشيد الدليمي، سفير جمهورية العراق بمصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، والوفد المرافق له، لبحث تعزيز أطر التعاون المشترك بين البلدين في مجال الهجرة والمهاجرين، وتبادل الخبرات الخاصة بنجاح مصر تلبية مطالب المهاجرين ودمجهم في جهود التنمية وشرح آليات وبرامج العمل المفعلة في هذا السياق، وذلك أيضًا في ضوء التنسيق والتعاون فيما بين وزارتي الخارجية للبلدين.
من جانبها، رحبت السفيرة سها جندي، وزيرة الهجرة، بالسفير أحمد نايف رشيد الدليمي، سفير جمهورية العراق بمصر، والوفد المرافق له، مؤكدة في بداية حديثها على قوة وعمق العلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الشقيقين والتي تضرب بجذورها عمق التاريخ، خاصة أن مصر والعراق تجمعهما حضارات عريقة ووحدة مصير، لافتة إلى أن هذه اللقاءات الثنائية تأتي في إطار تعزيز التعاون والتنسيق بين الأشقاء مصر والعراق بهدف تحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين.
ورحبت السفيرة سها جندي بتعظيم التعاون الثنائي بين مصر والعراق في ملف المهاجرين والمغتربين، والعمل على تبادل الخبرات والتجارب السابقة في هذا الملف الهام مع وزارة الهجرة والمغتربين العراقية، خاصة أن العراق لديه عدد كبير من المهاجرين بالخارج المتميزين في مجالات عدة، بما يسهم في تعزيز سبل التنسيق المشترك لاستعراض التجربة المصرية في هذا الشأن.
كما استعرضت السفيرة سها جندي، محاور استراتيجية وزارة الهجرة في التواصل مع مواطنينا بالخارج والاستفادة من العقول المصرية المهاجرة في شتى المجالات، والتي استهدفت جذب الخبرات المصرية بالخارج للاستفادة منهم في المشروعات القومية، وهو ما حدث على أرض الواقع بتنظيم مؤتمرات "مصر تستطيع" لاستدامة التواصل مع خبرائنا بالخارج، وذلك على مدار ست نسخ في موضوعات تهم الوطن، كالتعليم والاستثمار والري وكذلك الصناعة المصرية، وهو ما قد يحتاجه العراق في هذه المرحلة للاستفادة من علمائه بالخارج في عمليات البناء والنمو.
وتابعت وزيرة الهجرة أن المصريين في العراق والعراقيين في مصر دومًا يشعرون بأنهم في بلدهم الثاني، مشيرة إلى أن المسجل لدينا نحو 25 ألف مصري في العراق، يعملون في عدد من المجالات، منها الطب والهندسة ومهن العمارة أيضًا، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد خلال السنوات المقبلة في ظل اتفاقيات إعادة الإعمار التي أبرمتها القيادة المصرية والعراقية، وتواجد الشركات المصرية هناك.
من جانبه، أعرب السفير أحمد نايف رشيد الدليمي، سفير جمهورية العراق بمصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، عن سعادته بلقاء السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، مشيرًا إلى قوة العلاقات المصرية العراقية الوطيدة والتاريخية، والتي تتجسد في المرحلة الحالية في صورة اتفاقات وتعاون مشترك بين البلدين في عدد من المجالات الهامة، ومن بينها ملف الهجرة والمهاجرين، مضيفًا: "نتابع بشكل مستمر نشاط وزارة الهجرة المصرية وما حققته خلال الفترة الماضية في هذا الملف، مما دفعنا للتفكير في إقامة تعاون جاد يضمن تبادل تلك الخبرات".
وأضاف سفير العراق بالقاهرة أن العلاقات المصرية العراقية تشهد تقاربًا كبيرًا وأفقًا واسعة للتعاون المشترك في كل المجالات، وهذا ما يدفعنا للتحرك بشكل جاد لتعظيم سبل التعاون والتنسيق المشترك وتبادل الخبرات أيضًا.
وأشار السفير العراقي للشركات المصرية العاملة حاليًا بالعراق في مجالات البنى التحتية ومنها المقاولون العرب والسويدي، مؤكدًا قدرة العراق على جذب مزيد من الشركات المصرية وكذلك المستثمرين المصريين، بما يساعد في خلق فرص عمل للعمالة المصرية الماهرة، مؤكدًا على مكانة العراق في نفوس المصريين، فقد وصلت الجالية المصرية في الماضي إلي نحو ٧ ملايين مصري عاملين بالعراق ساهموا في جهود التنمية ومثلوا إضافة للتعاون الثنائي الشعبي والدبلوماسي.
وعن سؤال السفيرة سها جندي، وزيرة الهجرة، حول ما إذا كان هناك أي مستحقات متأخرة للعمالة المصرية في الفترات السابقة، أوضح السفير أحمد نايف رشيد الدليمي أن الحكومة العراقية أنهت كل المستحقات المتأخرة والمستحقة للعمالة المصرية تمت تسويتها عام 2012 بدفع نحو 400 مليون دولار ثم 21 مليون دولار، بجانب تفعيل نظام Key Card للعمالة المصرية لحصول كل منهم على مستحقاته بشكل فردي من خلال أحد البنوك.
كما تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون المشترك في مجال رعاية المهاجرين وربطهم بالتنمية وكيفية الاستفادة منهم في تنمية الدولة العراقية، وشرح آليات وبرامج العمل المفعلة في هذا السياق من قبل وزارة الهجرة، وفي هذا الإطار اقترحت السفيرة سها جندي، وزيرة الهجرة، خلق آلية تعاون مباشرة بين الوزارة والسفارة العراقية في مصر، لإسراع التواصل مع الجهات المعنية في البلدين بما يخدم مصالح الجاليتين المصرية والعراقية في البلدين، وتذليل أية عقبات تواجه الوافدين من وإلى البلدين.