الحزب الشيوعي.. كيف يحكم أكبر تنظيم سياسي الصين منذ 1949؟
بدأ مؤتمر الحزب الشيوعي في الصين، اليوم الأحد، والذي يعد أحد أهم الاجتماعات في تاريخ الحزب، والتي تعقد كل خمس سنوات.
يعتبر الحزب الشيوعي الصيني، أحد أهم أعمدة النظام السياسي في الصيني، فهو من يجدد لرئيس الدولة، وسط توقعات بتمديد فترة ولاية ثالثة مدتها خمس سنوات أخرى للرئيس الحالي شي جين بينغ ما يعزز موقعه كاقوى زعيم للصين منذ ماو تسي تونج في السبعينات.
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، سيزيد قرار التجديد للرئيس الصيني - الذي جاء بعد إلغاء حد فترتين في 2018 - من إحكام قبضته على الصين، حيث من المحتمل أن يظل شي ( 69 عامًا)، في السلطة لبقية حياته.
ماذا يحدث في الحزب الشيوعي الصيني؟
يشارك في اجتماع الحزب هذا العام حوالى 2300 مندوب فى قاعة الشعب الكبرى بميدان تيانانمن لمدة أسبوع، كما سيتم اختيار حوالي 200 منهم للانضمام إلى اللجنة المركزية للحزب، بالإضافة إلى حوالي 170 عضوًا احتياطيًا.
ويحسب الصحيفة البريطانية ستنتخب اللجنة المركزية 25 شخصًا في المكتب السياسي للحزب، وسيعين المكتب السياسي أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، كما يوجد حاليًا سبعة أعضاء ، بمن فيهم الأمين العام للحزب شي جين بينغ جميعهم رجال وذلك باتباع سياسة الرجال فقط.
ومن المتوقع أن تؤدي تغييرات دستورية أخرى هذا الأسبوع إلى تعميق سلطة الرئيس ومكانته داخل الحزب، بما في ذلك تكريم شي ومن المتوقع أيضًا أن تؤدي التعديلات داخل صفوف القيادة إلى رفع مستوى حلفاء شي والموالين له.
لماذا يعد مؤتمر الحزب الشيوعي مهم؟
يقوده الرئيس الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم وإحدى أكبر قواته العسكرية.
ويقول بعض المحللين إنه من المرجح أن يدفع الصين نحو موقف سياسي أكثر سلطوية في فترة ولاية ثالثة مدتها خمس سنوات.
ويشير البروفيسور ستيف تسانغ من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن (SOAS): "الصين في عهد شي تتحرك في اتجاه شمولي، فقد كانت الصين تحت حكم ماو نظامًا شموليًا، لم نصل إلى هناك بعد ، لكننا نتحرك في هذا الاتجاه".
ويقول البروفيسور تسانغ إن الكونجرس يمكن أن يرى تغييرات في دستور الحزب ، مع تكريس "فكر شي جين بينغ" كفلسفة إرشادية للحزب، مشيرا الى أن "فكر شي جين بينغ" هو العلامة التجارية لشي للاشتراكية الصينية، وهي فلسفة قومية حازمة بشدة في الأعمال الخاصة.
كما يقول بعض المحللين إن شرعية الحزب الشيوعي تعتمد بشكل كبير على قدرتها على توفير دخول أعلى ووظائف جيدة للعمال الصينيين، ما يمهد المؤتمر المسرح لتغيير الأدوار الاقتصادية الرئيسية بما في ذلك محافظ البنك المركزي ورئيس الوزراء.
ماهو الحزب الشيوعي؟
هو الحزب الحاكم المؤسس والوحيد لجمهورية الصين الشعبية تم إنشائه تحت قيادة ماو تسي تونغ، وقد انتصر في الحرب الأهلية الصينية ضد الكومينتانغ، وفي عام 1949 أعلن ماو تأسيس جمهورية الصين الشعبية.
ومنذ ذلك الحين، حكم الحزب الشيوعي الصيني بثمانية أحزاب أصغر داخل الجبهة المتحدة ، ولديه سيطرة كاملة على جيش التحرير الشعبي.
وأضاف كل زعيم متعاقب للحزب الشيوعي الصيني نظرياته الخاصة إلى دستور الحزب، والتي تحدد المعتقدات الأيديولوجية للحزب، والتي يشار إليها مجتمعة بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
واعتبارًا من عام 2022، ضم الحزب الشيوعي الصيني أكثر من 96 مليون عضو، مما يجعله ثاني أكبر حزب سياسي من حيث العضوية الحزبية في العالم بعد حزب بهاراتيا جاناتا الهندي.
يتم تنظيم الحزب الشيوعي الصيني على أساس المركزية الديمقراطية، وهو مبدأ يستلزم مناقشة مفتوحة للسياسة بشرط الوحدة بين أعضاء الحزب في دعم القرار المتفق عليه.
كما أن أعلى هيئة للحزب الشيوعي الصيني هي الكونجرس الوطني، الذي ينعقد كل خمس سنوات، عندما لا يكون الكونجرس الوطني منعقدًا، تكون اللجنة المركزية هي أعلى هيئة، ولكن نظرًا لأن هذه الهيئة تجتمع مرة واحدة فقط في السنة، فإن معظم الواجبات والمسؤوليات منوطة بالمكتب السياسي ولجنته الدائمة.
وينظر إلى أعضاء هذه الأخيرة على أنهم القيادة العليا للحزب والدولة، ويتولى زعيم الحزب اليوم مناصب السكرتير العام (المسؤول عن واجبات الحزب المدنية)، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية (المسؤول عن الشؤون العسكرية) ، ورئيس الدولة (منصب شرفي إلى حد كبير).
خطاب الرئيس الصيني
كما سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الأحد، الضوء على خطاب الرئيس شي، مشيرة إلى أنه استغرق ساعتين تقريبًا، في لمحة نادرة وإن كانت مبهمة عن خططه وآماله للبلد، والتي تستجيب بشكل متزايد لأوامر الرجل الواحد فقط.
واعترف شي بأن الصين تواجه "عواصف خطيرة" في المستقبل، حيث تكافح الضغوط الاقتصادية بسبب فيروس كورونا وارتفاع أسعار الطاقة وتداعيات الحرب في أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك ردة على هذه التحديات الجديدة ينطوي في الغالب على مضاعفة سياسات سنواته العشر الأولى في السلطة، والتي تميزت بالسيطرة الاجتماعية المتزايدة والعدوان الإقليمي والتنافس مع الغرب.