علاء 25 سنة يدرب ذوى الهمم على الحرف اليدوية (فيديو)
بطريقة تشبه الإعجاز صُنعت عدد من منتجات البامبو بأيادي عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة بإعاقات مختلفة، تحمل في ثناياها حبًا ودفئًا ليس فقط مجرد قطعة للبيع، بل خلق كل منها قصة وإنجازا كبيرا صنعة أحدهم ببراعة كبيرة دون أن تحول إعاقته بينه وبين صناعة الإبداع فالإرادة تصنع المستحيل.
يقول علاء السيد أنس، مدرب ذوي الهمم على صناعات البامبو والصناعات اليدوية بمحافظة الإسكندرية، إنه بدأ تدريب عدد من الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية، والبصرية، والسمعية، منذ أكثر من 25 عاما بهدف دمجهم في المجتمع وتقديم يد العون لهم وشغل أوقاتهم وخروجهم من عبائة أنهم غير مفيدين في المجتمع التي يٌلبسها لهم الكثير خاصة من أهاليهم، كما أنه رأى فيهم الإرادة وحب المعرفة والفرحة بإنجازاتهم الصغيرة فقرر أن يتبنى كل هذه الخصال وتدعيمها ليكونوا كغيرهم من الأسوياء.
وأضاف أنس أنه عمل أيضا فيما بعد على تدريب الأطفال بدون مأوى، لكي يكونوا لديهم حرفة مناسبة لهم وتساعدهم على الحصول على قوت يومهم، وبالفعل نجحوا في صناعة منتجات شاركوا بها في معارض متنوعة، وحازت على إعجاب الكثير والكثير من الزبائن ومنها في معرض تراثنا للحرف اليدوية، حيث الكثير من المنتجات التي شاركت والتي صنعت بدقة كبيرة وكانت من عمل إحدى الفتيات من ذوي الإعاقة البصرية، رغم أنها لم تر ما صنعته أيديها إلا أن بصيرتها وإحساسها فاق كل شيء، فهناك عدد من المنتجات ما بين طاولات، وكراسي، وأباجورات، وحقائب، وسلة الخبز من أفضل المنتجات المعروضة صنعت بإمضائهم.
وأشار أنس إلى أن هذه الحرف تكون صعبة بعض الشيء عليهم في البداية، وكذلك تحتاج إلى صبر من قبل المدرب لكي يتمكن من فهم ما يريد تنفيذه، ولكل إعاقة طريقة التعامل مع صاحبها، ومع الوقت يتمكن المتدرب منهم أن يصبح محترفا في مهنته وتقديم إنتاج مبهر ودثة عالية ومنهم من أصبح مدربا لمن هم في حالته فيما بعد، ويغمرني شعور بالفرحة والفكر بمجرد أن أجد منتج يخرج من تحت يد أحد أبنائي ممن قمت بتدريبهم من كشعور المزارع عندما تفلح نبتته.
واختتم أنه مؤخرا دشن مبادرة أطلق عليها "أنا عايز أشتغل وأثبت نفسي" وهي تهدف إلى اعتماد ذوي الهمم على أنفسهم من خلال تحقيق دخل لهم دون الإعتماد على من يعيله بشكل كبير حتى لا يشكل عبئًا على أحد ويمكنه من خلال حرفته أن يتزوج وينشأ بيت وأسرة فهو كغيره من الأسوياء لكنه يحتاج إلى فرصة ودعم فقط.