لاتين مصر يحيون ذكرى القديسة تريزيا الأفيليّة
تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر بذكرى القدّيسة تريزيا الأفيليّة، البتول ومعلّمة الكنيسة، والتي ولدت في مدينة أفيلا في اسبانيا عام 1515. انضمت إلى رهبنة الكرمليت، فخطت خطوات جبارة في طريق الكمال وكان لها تجارب صوفية ومكاشفات إلهية.
بدأت إصلاح رهبنتها فتعرضت لصعوبات جمة، ولكنها بقيت ثابتة حتى تغلبت على كل شيء. لها كتب حوت تعاليماً صوفية رفيعة اعتمدت على خبرتها الخاصة بالشؤون الروحية وتوفيت عام 1582.
وفي القداس الاحتفالي بهذه المناسبة القت الكنيسة عظة قالت خلالها: «إنْ كان لكل تلميذ من تلاميذ الرّب يسوع المسيح نصيبٌ في عِبْءِ نشر الإيمان، فإن الرّب يسوع يدعو دائماً من بين تلاميذه مَنْ يشاء، ليكونوا معه ويُرْسِلَهم للكرازة في الأمم..
وعلى الإنسان أن يستجيبَ لدعوة الله الحق، استجابةً "لا يستشير فيها اللحم والدم" ، بل يرتبطُ بعملِ الإنجيل ارتباطاً كاملاً. وهذه الاستجابة لا يُمكن أن تَجري إلاّ بدافعٍ من الرُّوح القدس وبعونٍ منه. فالمرسَل يدخلُ حياةَ ورسالةَ ذاك الّذي "تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان"(في 2: 7). فعليه إذاً أن يُقيم على دعوتِه ما دام حيّاً، وأن يتخلّى عن ذاتِه وعن كلّ ما يملكه حتى الآن، وأن "يصير لِلنَّاسِ كُلِّهِم كُلَّ شَيء".
وفي تبشيرِه بالإنجيل بينَ الأمم، يجب أن يُعرّفهم بثقةٍ سرَّ الرّب يسوع المسيح الذي يقوم بمهمّةِ سفيرٍ له، بحيثُ يجرؤ فيه أن يتكلّم كما ينبغي، غير خَجِل من عِثار الصليب. وبسَيْره في خُطى معلمه الوديع والمتواضع القلب يجب أن يُظهِرَ أن نيرَهُ ليّن وحمله خفيف. وبسيرته الإنجيلية الحقيقية، وبصبره الكثير وطول أناته، وبرفقه ومحبّته الخالصة يؤدي شهادةً لربِّه حتى سفكِ الدمِ إن اقتضى الأمر. إنّه ينالُ من الله شجاعةً وقوّةً لِيُدركَ أنّ فرحه يفيض فيما يُمتحَنُ به من الضيق ومن الفقر الشديد . وعليه أن يقتنع بأن الطاعةَ هي الفضيلة الخاصة بخادمِ الرّب يسوع المسيح الذي افتدى الجنس البشريّ بطاعته.