يحتفل به الموارنة في مصر.. ما إدنا الشهيد
يحيي الموارنة في مصر اليوم تذكار مار إدنا الشهيد.
واستُشهد تراخُس (إدنا) مع رفيقَين له، هما بروبُس وأندرونيكُس. وهم من كيليكية. خدموا في الجنديّة ردحًا من الزمن. ثمّ تركوا الجنديّة إراحة لضميرهم فلا يقتلون أناسًا أبرياء. أثار الوالي نومريان الاضطهاد على المسيحيّين فقبض على تراخُس ورفيقيه وسألهم اسمهم ومهنتهم فأجابوه أنّهم مسيحيّون.
طلب منهم تقديم الذبائح للأصنام. فرفضوا وقد أعلنوا بالصوت الواحد أنّهم لا يقدّمون الذبائح والقرابين إلاّ للإله الحقيقيّ وليس للأخشاب والحجارة. فأنزل بهم أشدّ العذابات حتّى سالت الدماء من جسمهم كلّه. وأخيرًا قُطعت شفاههم وآذانهم لذا جعل تراخُس شفيع الآذان. ولمّا يئس الوالي من ثباتهم أمر بقطع رؤوسهم، فنالوا إكليل الشهادة سنة 304.
في هذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "ماذا أعمل؟ أين أجد طعامًا؟ ماذا أرتدي؟" هذا ما قاله ذلك الغني. كان قلبه يعاني، والقلق يفترسه، لأنّ ما يفرح الآخر يقيّد البخيل. بالنسبة إليه، أن تمتلئ أهراؤه كلّها لا يشعره بالسعادة. فما يعذّب روحه بشدّة هو هذا الكمّ الكبير من الثروات الفائضة عن أهرائه.
أيّها الإنسان، خذْ بعين الاعتبار مَن أسبغ عليك سخاءه. فكّر قليلاً في نفسك: مَن أنت؟ ما هي المهمّة التي أوكلت إليك؟ ممّن نلت هذه المهمّة؟ لِمَ تمّ اختيارك أنت وليس الآخرين؟ لقد جعل منك إله الخير وكيلاً له؛ فأنت المسؤول عن رفاقك في الخدمة: لا تظنّ أنّ كلّ شيء معدّ لك وحدك! فالثروات التي بين يديك، تصرّف بها كما لو كانت لغيرك. فالفرح الذي تجلبه لك لا يدوم طويلاً، لأنّك ستخسر هذه الثروات عاجلاً، ولكنّ حسابك سيكون عسيرًا. أمّا أنت، فإنّك تحتفظ بكلّ شيء داخل الأبواب المغلقة والأقفال؛ ومع أنّك قد أقفلت الأبواب كلّها بإحكام، إلاّ أنّ القلق يمنع عنك النوم.
"ماذا أعمل؟" ثمّة إجابة جاهزة لذلك: "سأملأ نفوس الجياع؛ سأفتح أهرائي وسأدعو كلّ مَن هم في حالة عوز.. سأنشر كلامًا كريمًا: أنتم جميعًا الذين تنقصكم لقمة الخبز، تعالوا إليّ، وخذوا حصّتكم من الهبات التي منحها الله، كلّ بحسب حاجته".