«مصر والإمارات».. نحو 50 عاما جديدا من الشراكة الاستراتيجية
تحتفل مصر والإمارات بمرور 50 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في وقت تشهد فيه العلاقة بين القاهرة وأبوظبي تناميا وملحوظا، وتنسيقا على المستويات كافة، خصوصا دفع العمل العربي المشترك قدما، والذهاب بالعلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية.
وأكد محللون تحدثوا لـ"الدستور"، أن العلاقات التي بدأت مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، تتواصل مع خليفه الرئيس الراحل الشيخ خليفة، والحالي الشيخ محمد بن زايد، مشيرين إلى أن العلاقات شهدت طفرة كبيرة بعد ثورة 30 ينيو والإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية من المشهد السياسي في المنطقة.
وقالت الحقوقية الإماراتية خديجة العاجل، إن العلاقات المصرية الإماراتية ليست وليدة اليوم، لكنها كانت على رأس أولويات الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان يؤكد دائما على ضرورة تكاتف الصف العربي.
وأضافت العاجل في تصريحات أدلت بها إلى "الدستور"، أن الشيخ زايد عاش حياته محبا لمصر، ومؤمنا أن عودة أمجادها تزيد من قوة العرب، وهو صاحب المقولة الشهيرة في حرب أكتوبر 1973، إن النفط ليس أغلى من الدم العربي.
مصير واحد
وتابعت بقولها: تنامت العلاقات منذ قيام اتحاد الإمارات، وبقيت قوية وراسخة في عهد الشيخ خليفة بن زايد الرئيس الراحل للدولة، ووصلت أوج قوتها في عهد الشيخ محمد بن زايد الرئيس الحالي لاتحاد الإمارات العربية، والدور الذي لعبته الإمارات في دعم الدولة المصرية خصوصا بعد ثورة 30 يونيو يؤكد أن المصير العربي واحد.
وأشارت العاجل إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين واضح بشكل كبير، والشركات الإماراتية تستثمر في مصر، والعلاقات بين البلدين تتجاوز فكرة الأخوة فقط، لأن مصر ليست شقيقا عاديا، وإنما تمثل الشقيقة الكبرى لكل الدول العربية.
ونوهت بمشاعر الحب العميق التي كان يكنها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لمصر وشعبها، وموقفه القوي من الإصرار على عودة مقر جامعة الدول العربية إلى القاهرة بعد سنوات من نقله إلى تونس، لافتا إلى أن العلاقة التي تربط مصر والإمارات قديمة متجددة لا تستطيع أي رياح أن تهزها.
تدعيم الأمن العربي
من ناحيته، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن العلاقات الأخوية والقوية التي تربط بين مصر والإمارات المتحدة سواء على المستوى الرسمي أو الحكومي أو على المستوى الشعبي، تعكس التنسيق بين مصر والإمارات على مستوى تدعيم الأمن القومي العربي، ولا سيما أن مصر تلعب دورا مؤثرا في المنطقة.
وأضاف بدر الدين، أن هناك العديد من الملفات التي تشغل قيادة البلدين، أبرزها التهديدات التي تتعرض لها المنطقة، وتأزم الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا استمرار التنسيق بين الدولتين بالنسبة للقضايا المختلفة، بشكل يضرب مثالا قويا على العلاقات الأخوية.
وأشار إلى أن العلاقات بين مصر والإمارات قوية وراسخة، فلدينا جالية هناك تتجاوز الربع مليون يعملون في مهن مختلفة، لافتا إلى أن اللقاءات المتكررة بين الرئيس السيسي ونظيره الإماراتي سواء على المستوى الثنائي أو مستوى الدول الخليجية، تؤكد أننا أمام علاقات فريدة على المستوى الدولي والإقليمي.
روابط تاريخية
شكلت العلاقات المصرية الإماراتية على مدار خمسة عقود، نموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية، ويجمع البلدين روابط تاريخية أثمرت خلال الخمسين عاما الماضية، عن ترابط وتوافق في جميع المواقف والقضايا.
ويتمتع البلدان بعلاقات اقتصادية متميزة، في مجالات متنوعة خصوصا صناعة البتروكيماويات ومجال النقل البحري والموانئ، حيث كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع قيمة الاستثمارات الإماراتية في مصر لتصل إلى 1.9 مليار دولار خلال النصف الأول من العام المالي الجاري، مقابل 712.6 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2020 /2021 بنسبة ارتفاع قدرها 169.1%.