هل تنهي محادثات السلام بين الحكومة الأثيوبية و«تيجراي» معاناة 6 ملايين شخص؟
أعلنت الحكومة الإثيوبية أمس الأربعاء عن قبولها دعوة من الاتحاد الأفريقي للمشاركة في محادثات سلام مع منطقة تيجراي، ولكن من دون تحديد موعد ومكان اللقاء، وذلك وسط مخاوف على حياة مئات الآلاف من الإثيوبيين في شمال البلاد وتحديدا في إقليم تيجراي من الحرب التي شنتها الحكومة الإثيوبية ضد قوات تحرير تيجراي في 2020
الموافقة على الدخول في محادثات سلام
ومن جانبه قال رضوان حسين مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد في تغريدة له، أن "الاتحاد الأفريقي أرسل دعوة لإجراء محادثات سلام وحكومة إثيوبيا قبلت هذه الدعوة تماشيا مع موقفنا المبدئي فيما يتعلق بالحل السلمي للنزاع وضرورة إجراء محادثات من دون شروط مسبقة".
وفي الرابع عشر من يونيو الماضي، تحدّث رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للمرة الأولى عن احتمال إجراء مفاوضات سلام مستقبلا مع المتمردين في منطقة تيجراي.
وقال للنواب الإثيوبيين “إجراء مفاوضات ليس بالامر السهل.،هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبلا وشكلّت لجنة لهذا الغرض”.
وأضاف أن هذه اللجنة التي يرأسها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ديميكي ميكونين، ستضع تقريرا يفصل الشروط المسبقة للمفاوضات، وتابع أن "هذه اللجنة ستكون لجنة التفاوض".
- بداية الصراع
بدأ الصراع في تيجراي في نوفمبر 2020 حيث شنت الحكومة الأثيوبية بدعم من قوات أمهرة والقوات الإريترية - حملة عسكرية لطرد قادة جبهة تحرير شعب تيجراي ووهُزمت قوات جبهة تحرير شعب تيغراي في البداية خلال شهر، لكنها استعادت في العام 2021 خلال هجوم مضاد معظم تيغراي تقريبا.
- الصحة العالمية عن الأوضاع في تيجراي: «وحشية لا يمكن تصورها»
وفي أغسطس الماضي، دقت منظمة الصحة العالمية، ناقوس الخطر بشأن الوضع الإنساني في تيجراي، متهمة قادة الدول بإهمال الأزمة في هذه المنطقة من إثيوبيا التي تشهد نزاعًا داميًا بين الحكومة والمتمردين.
وأدان المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبرييسوس "الوحشية التي لا يمكن تصورها" بحق 6 ملايين شخص يعيشون في هذه المنطقة الواقعة في شمال إثيوبيا ويدور نزاع فيها بين متمردين والحكومة الفيدرالية.
وبدأ النزاع في نوفمبر 2020 عندما شن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، عملية عسكرية في المنطقة لإطاحة سلطات تيجراي المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيجراي متهمًا إياها بمهاجمة معسكرات الجيش الاتحادي.
ومنذ بداية النزاع عانت المنطقة من نقص في المواد الغذائية والوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات والبنوك.
وقال تيدروس الذي يتحدر من تيجراي، خلال مؤتمر صحفي في جنيف "النتيجة.. يواجه سكان تيجراي أوبئة متعددة من الملاريا والجمرة الخبيثة والكوليرا والإسهال وأمراض أخرى".
وأكد: "هذا الوضع الرهيب الذي لا يمكن تصوره يجب أن ينتهي.. الحل الوحيد هو السلام"، داعيًا الحكومة الإثيوبية إلى حل النزاع "بطريقة سلمية".