رسائل لن تصل إلى عمر خورشيد (7)
عزيزي عمر خورشيد
مرت الأيام وتقابلنا من جديد
يبدو أن أيام السعادة قد بدأت
بدأ شهر أكتوبر بذكرياته المجيدة
بدأت أيام العزة والفخر والكرامة
بدأت الاحتفالات
بأول نصر حقيقي للعرب منذ عدة قرون كما قال بطل الحرب والسلام
بدأ بلحنك الذي أعشق، بدأ بملحمة عبور طالما أبهرتنا وأذهلت العالم
بدأ بأروع جملة إذاعية في تاريخ الإعلام
أجمل "هنا القاهرة"
وأروع بيان وما تلاه من بيانات عسكرية تزف إلينا أخبار الحرب وملحمة العبور العظيم وأيام النصر.
كم أتمنى أن يذاع على مدار الشهر بطولات يومية من ملحمة العبور في كل وسائل الإعلام، لا سيما منصات التواصل الاجتماعي.
فنحن جيل تربى على الأفلام الحربية، فكان هدفه الوحيد رفعة هذا الوطن، وعلم هذا الوطن.
نحن الجيل الذي تمنى أن يكون حاميًا لتلك الأرض.
بخلاف الأجيال اللاحقة التي تستمد معلوماتها من منصات هدفها زعزعة الإيمان وتزييف الحقائق.
والتشكيك في كل ما هو مجيد وأصيل وراسخ في وجداننا، وباعتراف العدو وقياداته العسكرية...!
عزيزي عمر خورشيد
لو كان بيدي لعرضت فيلمك الذي اعشق طوال الوقت يكفي أن يزين لحنك الملحمي حياتنا. بكل ما فيها من انكسارات ومقاومة وحُب وحياة.
يكفي أن يداعب مشاعرنا ويدغدغها بمنتهي اللطف والرقة والحُب.
يقال إن كل مائة عام يولد مبدعا يزين العالم بموهبته هل سننتظر لمائة عام ليجود الزمان بعبقرية موسيقية مثلك...؟!
ليمتعنا بالمزيد من الألحان التي تماثلك روعة وإبداعًا..!
عزيزي عمر خورشيد
أتوقف دوما أمام كلمة الإبداع- وأتأمل كم المشاعر والأحاسيس الملحمية- التي استحضرها الشعراء والموسيقيون- وقت الحرب- فأنتجوا لنا تلك الكنوز الفنية من أغاني وطنية- ما زالت علامة مؤثرة في تاريخنا وستظل.
لا اخفي عليك أترقب هذا الشهر وكل المناسبات الوطنية لأتمتع بهذه الأغاني وأشاهد الأفلام الحربية.
مع كل فاصل إعلاني تطل علينا الأغاني الوطنية:
"أنا صاحي يا مصر أنا صاحي أنا صاحي وفي حضني سلاحي"
"دولا مين ودولا مين دولا عساكر مصريين"
سمينا وعدينا ورجعنا ابتسامة مصر
بسم الله.. الله اكبر
"سمينا وعدينا"
"صباح الخير يا سينا"
"وأم البطل"
"وأنا على الربابة بغني"
وغيرهم من الأغاني الوطنية التي شكلت وجداننا وأثرت فينا وبثت فينا الحماس ونمت حُب الوطن وأعلت قيمته.
لا أخفي عليك، يظل للحنك الذي أحب اكبر وأعظم تأثير، ربما لأنه يرتبط برصاصة ما زالت في قلوبنا جميعًا ألا وهي رصاصتك الأبدية ورصاصة حُبك وحُب من يحبك مثلي، رصاصة- انشطرت لثلاث قطع - ثلاثة ألوان غالية- ألوان علم مصر- مصرنا الحبيبة - فانغرست بالعقول قبل القلوب..!
عزيزي عمر خورشيد
عندما يكون الحديث عن القلوب تجدني أفتش عنك وعن من يحبك مثلي فأجدني معه وأصابعنا متشابكة للأبد بقوة سحريه أنت المتسبب بها فأنت من جمعتنا وأنت من تجمعنا كلما أبعدتنا الحياة...!
يكفي أن اسمع لحنك الذي أعشق لأذوب وأهرول إليه وكذلك هو..!
كم أود أن يكون لدينا العديد والعديد من ألحانك الأخاذة التي أسرتني للأبد وجعلتني شهيدة حُبك وحُب من يحبك مثلي
عزيزي عمر خورشيد
كالعادة استقرت ناصية الحديث عند الحُب..!
الحُب في هذه الحالة ليس حُبا عاديا بل حُب تخطي كل زمان وحدود أي مكان، أنه حُب الوطن.
حُب فريد لا يدرك قيمته إلا من سلبته الأيام تلك النعمة.
الوطن ليس أرض فقط ..!
الوطن هو الحياة، المستقبل، الحرية والأحلام، ومن لا وطن له لا حلم له...!
شاهدت ما تبثه القنوات من وثائقيات خاصة بالحرب،
توقفت أمام جملة تردد صداها في عقلي، على لسان الرئيس الراحل أنور السادات..
"لقد عاهدت الله أن أورث للأجيال القادمة أعلام مرفوعة الهامة عالية السواري لا أعلام منكسة"..!
اقشعر جسدي من بلاغة الجملة وقيمتها
أريدها أن تكون نصب أعيننا دائمًا..
علمنا لا بد أن يظل مرفوعاً بشموخ يرفرف بحرية وليس منكساً بخزي وعار وهزيمة.
كما استوقفتني جملة في نهاية فيلم حكايات الغريب وبسببها دمعت عيناي
"لقد منحنا شرفاً أتمنى أن نستحقه"
وجدتني أرددها سراً "حقا لقد منحنا أبناءنا وأجددانا وكل من ضحى من أجل تراب هذا الوطن شرفًا أتمنى أن نستحقه.
عزيزي عمر خورشيد
لا أجد خير من هذه الجملة لأودعك ولأعدك بلقاء جديد
محبتي