«فاو» تطالب بالتوقف عن إزالة الغابات لمساعدتها في التخفيف من تغيّر المناخ
طالب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) شو دونيو، خلال افتتاح الدورة السادسة والعشرين للجنة الغابات في روما، العالم بالتوقف عن إزالة الغابات وزراعة الأشجار؛ لجعل كوكب الأرض أكثر خضرة واستعادة القدرات الإنتاجية واستخدام الغابات والأشجار على نحو مستدام؛ لأنها تساعد في التخفيف من تغيّر المناخ والتكيّف معه وتحسين جودة التربة والهواء والماء.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، تشير الفاو إلى أنه إذا تمت إدارة الغابات على نحو مستدام، فإنها تشكل مصدرا للمواد الخام المتجددة، وتغطّي الغابات 31 في المائة من مساحة اليابسة في العالم، وتخزّن ما يُقدّر بنحو 296 جيجا طن من الكربون، وهي موطن لغالبية التنوع البيولوجي على الأرض في العالم، حيث تُعدّ الغابات مصدرا للألياف والوقود والأغذية والأعلاف وتوفر سبل العيش لملايين الأشخاص، بما في ذلك العديد من أفقر سكان العالم.
وأشار شو دونيو إلى اشتداد وتيرة وشدّة حالات الجفاف والفيضانات والحرائق والعواصف.. وفي نفس الوقت، أوضح أن ثمّة أزمات متداخلة من الجائحة العالمية والركود الاقتصادي وزيادة أسعار الغذاء والأعلاف والوقود والأسمدة. ويستمر الجوع في الازدياد مما يعكس تفاقم التفاوتات.
وتابع قائلا: "إزالة الغابات وتدهور الأراضي، إلى جانب فقدان التنوع البيولوجي، كل ذلك يدمر نظمنا البيئية، هذا يجب أن يتغير ويتوقف".. مضيفا أنه على النحو المنصوص عليه في إعلان صول للغابات، يجب اعتبار الغابات والأشجار جزءًا رئيسيًا من الحل.
وقال: "إنه لم يتبق سوى سبع سنوات أخرى للوصول إلى أجندة 2030 وتحقيق أهـداف التنمية المستدامة"، مشددا على الحاجة إلى تنفيذ الإجراءات وتوسيع نطاقها وتسريعها – وقبل كل شيء، نحتاج إلى إرادة سياسية وحزمة من الحلول.
وذكرت "الفاو" أن المفتاح للتصدي لأزمة المناخ يكون من خلال خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 14 في المائة، وحماية أكثر من نصف التنوع البيولوجي على الأرض، وزراعة الأشجار واستعادة القدرات الإنتاجية وتحسين مرونة النظام البيئي.
وأشار شو دونيو إلى أنه يمكن أن تؤدي زيادة الغطاء الشجري إلى زيادة الاستدامة الاقتصادية، وهو أمر ضروري لزيادة الإنتاجية وبذلك تلبية الاحتياجات المتزايدة.
وحثّ على أهمية استخدام الغابات والأشجار بشكل مستدام، حيث تعد الأخشاب والشجيرات من الموارد متجددة القيمة بشكل كبير ومصدرا مهمّا لمواد محايدة الكربون وحتى مواد كربونية-إيجابية.
وأوضح أن الأغذية التي يتم حصادها من الغابات تشكل عاملا مهما في تحسين الأمن الغذائي والتغذية للأشخاص الذين يعيشون بجوارها أو حتى بعيدا عنها.
كما شدد المسؤول الأممي على أهمية أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات المحلية والشعوب الأصلية، الذين يمتلكون أو يديرون ما يقرب من مليار هكتار من الغابات والأراضي الزراعية في العالم. وحث على وضعهم في صميم الجهود المبذولة نحو نظم الأغذية الزراعية المستدامة، التي تشكل الغابات والأشجار جزءا لا يتجزأ منها.