محمد الرز: 3 محاذير من الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل
قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد الرز، إن المفاوضات غير المباشرة بين لبنان والكيان الاسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية، وصلت إلى نقطة ما قبل النهاية بعدما أرسل الوسيط الأمريكي إلى السلطات اللبنانية رسالة خطية تجمع بين المطالب لكل من الجانبين .
أضاف الرز في تصريحات لـ«الدستور»: صحيح أن رئيس الجمهورية ميشال عون اعتبرها إنجازا قبيل انتهاء عهده اخر الشهر الحالي، ووصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنها جيدة، ورأى فيها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنها إيجابية ، غير أن ثمة محاذير بدأت تطل برأسها حتى لو تم التوقيع على الاتفاق أواخر الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل.
محاذير من اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل
ونوه، إلى أن من أبرز هذه المحاذير، أن لا تذهب إسرائيل إلى اعتبار ترسيم الحدود البحرية بمثابة امتداد لترسيم يشمل الحدود البرية، موضحًا: "لأنها بهذا الاعتبار سوف تقضم مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر، وهي أراض لبنانية لا تزال محتلة".
وأردف: "فيما الترسيم البحري جاء متراجعا عن الامتداد البري ولو كان متطابقا معه لأصبح بئر كاريش، ضمن الحدود اللبنانية الذي يعبر عنه الخط 29 وليس الخط 23 الذي التزم به لبنان رسميا".
كما أوضح أن ثاني هذه المحاذير، ألا تلجأ إسرائيل إلى بسط سيطرتها على العلامات الطافية في البحر قبالة شاطئ الناقورة اللبنانية الحدودية، تحت شعار أن هذه الطوافات تكشف أمنيا المنتجعات الإسرائيلية التي يؤمها مسؤولون وضباط صهاينة وتعتبر السيطرة الاسرائيلية عليها خرقا فادحا للسيادة اللبنانية، بحسب قوله.
وتابع المحلل اللبناني: "أما ثالث هذه المحاذير، وربما أخطرها ، هو عدم تحديد ضمانات لاستمرار هذا الاتفاق، خاصة إذا تغيرت الحكومة الإسرائيلية وجاءت أخرى برئاسة نتنياهو، الذي أعلن صراحة أنه لن يلتزم بهذا الترسيم ولا بالاتفاق الناجم عنه".
وأشار إلى أنه بالرغم من أن التوصل إلى هذا الاتفاق تم برعاية أمريكية وبضمانتها، لكن المصدق للضمانات الأميركية هو كالمطمئن لبقاء المياه في الغربال، على حسب قوله.
اختتم الرز حديثه قائلا: "ولا شك فإن القلق من هذه المحاذير الثلاثة هو في محله لأن إسرائيل متمسكة باحتلالها لمزارع شبعا وهي التي رفضت الترسيم البري، كما أنها هي التي أثارت المسألة الأمنية للطوافات البحرية، وهي التي أعلنت احزابها المعارضة بقيادة نتنياهو رفضها للترسيم البحري وعدم التزامها بأي اتفاق ينجم عنه، أي أن الجانب الإسرائيلي قام بـ"ربط نزاع" مستقبلي مع لبنان، وهذا الأمر يبقي الحدود البحرية والبرية في دائرة الخطر".