تلميع الأواني والأنتيكات.. «رمضان»: أحافظ على المهنة من الاندثار
مع التطورات التي نشهدها يوميًا ودخول الميكنة والتكنولوجيا في كل شئ حولنا لكن لاتزال تعمل الكثير من الورش بمهن تقليدية تكاد أن تندثر وتنتظر إطلاق صافرة انقراضها بشكل رسمي ولكن مع ذلك يعتز الممتهنون بها ولايريدون أن يهجروها إلا برحيل أرواحهم عن أجسادهم فداخل إحدى الورش العتيقة بمنطقة الجمالية يقبع الحاج رمضان الهاشم منذ بزوغ الشمس حتى غسق الليل منهمك في تلميع إحدى القطع النحاسية سواء كانت أنتيك أو أواني لتقديم المشروبات.
وتمتد جزور تلك المهنة إلى مئات السنوات وظلت مهنة ذات أهمية وعائد مادي كبير وذلك لقربها من البشوات والأمراء وعليه القوم في الفترات الماضية وحتى العقد الأخير من القرن الماضي قبل أن تتجة صناعة الأواني لمعادن أخرى غير النحاس فبالتالي لم تكن تحتاج إلى طلاء وتلميع من وقت لآخر.
ويقول الحاج رمضان أن مهنته تختص بإعادة الأواني والأنتيكات إلى رونقها مرة أخرى فكان الأثرياء يقدمون المشروبات والفاكهة في أواني نحاسية وفضية عتيقة وقبل أي مناسبة كانوا يرسلوها لتلميعها لتكون براقة وظلت هذه المهنة ذات أهمية كبيرة حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي وتراجعت تدرجيًا حتى أصبحت من المهن النادرة والمهددة بالإنقراض لعدم الحاجة اليها، فتغيرت الأواني وتدخلت الميكنة وأصبح المتمسكون بهذه الأواني قليلون للغاية وفي المناسبات والأعياد فقط عندما يرسلون تلك الأواني لتلميعها.
وأضاف: تلميع وطلي هذه الأواني والمعادن تمر بمراحل عديدة أولها إزالة الأكسدة من عليها ثم أزابة ما تبقى منها وما تكمن في التفاصيل الصغيرة الضيقة باستخدام محلول به نترات الفضة يتم توصيل الإناء بأسلاك الكهرباء ذات الجهد المتوسط وتغمر في هذا المحلول حتى تختفي الأكسدة ثم تنظف وتجفف باستخدام الرمال ونشارة الخشب لتعود في النهاية كأنها خرجت للتو من مصنعها.
واختتم قوله بأنه لم يعرف عمل سوى تلك المهنة فهو تجاوز الـ50 عامًا في تلك ورش ويرغب في ختام حياته داخلها.