خبراء يكشفون لـ«الدستور» سيناريوهات حرب اليمن بعد تعثر تمديد الهدنة
قال الإعلامي اليمني عبد الكريم الآنسي، إن الهدنة في اليمن تعثرت بسبب رفض جماعة الحوثي تمديدها رغم أن الحكومة اليمنية أبدت موافقتها وهذا يعكس أن الحوثيين من البداية مع الحرب، وفي المقابل يغض المجتمع الدولي النظر عن جرائمهم.
وأوضح «الآنسي» أنهم كشعب يمني ضحية ما بين انقلاب حوثي وتماهي أممي مع دعم هذه الجماعة التي أوصلت الحوثيين إلى مستوى دولة متكاملة وكافة القوي داخلياً وخارجياً، مشيرا إلى أن المدنيين لم يستفيدوا شيء سواء أثناء فترات الهدنة أو غير الهدنة لأنها كانت مفرغة تماماً من أي آليات أو أي خطوات أو إجراءات لأن ما حدث هو إيقاف إطلاق النار من طرف واحد، فالحوثيين كانوا على فترات متقاطعة أو شبة مستمرة خرقوا هذا الهدنة وكان آخرها إطلاق صواريخ على محافظة مأرب بخلاف الانتهاكات الجسيمة اليومية.
وأوضح الإعلامي اليمني في تصريحات لـ«الدستور»، أن الحكومة اليمنية يجب أن تتحمل المسؤولية وكذلك على المجتمع الدولي إنهاء هذا الحرب وإيجاد حل سياسي نهائي لكافة الأطراف التوصل إلى تسوية، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لا يرغب في الملف اليمني، وموقفه مخزي من انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن بجانب تجاهل عمليات التهجير وجرائم الحرب والابادة، فالشعب اليمني خسر أكثر من ٤٠٠ ألف قتيل وجريح.
أسباب تعثر تمديد الهدنة في اليمن
من جهته، قال الأكاديمي اليمني فارس البيل، إن من أسباب تعثر الهدنة في اليمن مليشيا الحوثي لأنها الطرف المعرقل للهدنة فهي ترفض تطبيق أي نقطة من نقاط الهدنة، وهذه الهدنة العاشرة وربما أكثر وترفض أن تلتزم بها مليشيات الحوثي، فقد طرح بها 4 نقاط وهي فتح ميناء صنعاء ودفع الرواتب وفتح ميناء الحديدة وفتح معابر تعز.
وأشار «البيل» إلى أن ميليشيا الحوثي استفادت من فتح ميناء صنعاء ولم يسافر منه المرضى وكل ما يسافر منه أصحاب النفوذ وأقارب ميليشيات الحوثي، وميناء الحديدة فتح لنقل النفط وكان الاتفاق أن تدفع ميليشيا الحوثي رواتب الموظفين من جمارك النقلات التي تنازلت عنها الحكومة ولم تدفع ميليشيا الحوثي المبالغ وكان مطلوب منها أن تفتح معابر تعز لكن لم تفتح المعابر إذن فميليشا الحوثي هي التي رفضت تمديد الهدنة.
واوضح أن الحكومة اليمنية وافقت أيضاً على أن يكون هناك نقاط جديدة لتمديد الهدنة ورغم أن الحكومة نفذت كل ما عليها ومع ذلك وافقت الحكومة على أن يكون هناك نقاط جديدة تشمل توسيع رحلات مطار صنعاء وفتح كامل لميناء الحديدة وصرف الرواتب والتزمت الحكومة أن تدفع رواتب الموظفين التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي ولكن رفضت «الحوثي» أي خطوة نحو التمديد.
سيناريوهات ما بعد فشل تمديد الهدنة في اليمن
وأوضح في تصريحات خاصة لـ«الدستور» أن الشعب اليمني لم يستفاد كثير من الهدنة لأن الحوثي لم تلتزم في أي نقاط من الهدنة ولذلك لم يستفاد منها اليمنيين من شيء، فالهدنة قد تكون متنفس جيدا للشعب ورفع معاناتهم قليلاً ولكن ليس بشكل المطلوب.
وأشار الأكاديمي اليمني إلى أن الموظفين الذين لهم 6 سنوات لم يستلموا الرواتب هم من استفادوا من الهدنة، فقد وافقت الحكومة تدفع الرواتب ولكن بشرط أن تكشف «الحوثي» الإيرادات وهناك مقترحات أممية في هذا الجانب ومليشيات الحوثيين هي المستفيدة وهي من تجني الجمارك والإتاوات الشرعية وغير الشرعية ولا تريد أن تدفع شيء للموظفين ومن تضرر المرضي وكل الشعب اليمني وبشكل خاص أهالي تعز التي رفضت الحوثيين تفتح لهم معبر واحد.
وأضاف أنه في حال عدم تجديد الهدنة ستعود المعارك بشكل حاد أكثر، متوقعا أن ترتفع وتيرة المعارك، بالإضافة إلى أن الميليشيات ستوسع دائرة الاستهداف الخارجي وهذا الأمر ليس له علاقة بالمشكلة اليمينة بقدر ما هو له علاقة برغبة إيران أولا تهديد المجتمع الدولي بالسلاح والطائرات المسيرة والصواريخ وهي من تقرر إين تستهدف «الحوثي»، مشيرا إلى أن إيران تريد أن تشتعل المنطقة والأمن الدولي وتريد أيضاً أن تغطي على الأحداث الداخلية التي تجري في طهران.
موقف المجتمع من تمديد الهدنة في اليمن
وأكد الأكاديمي اليمني، أن موقف المجتمع الدولي ضعيف وسلبي وكان مطلوب من المجتمع الدولي أن يكون واضحا ليكشف الحقائق على الأقل فهو لا يستطيع حتى الآن أن يقول إن ميلشيات الحوثي معرقلة بينما ميلشيات الحوثي أعلنت بكل وضوح أنها ترفض الهدنة، فهي التي تحاصر المدنيين في تعز كما أن خطاب المجتمع الدولي السلبي هو الذي يشجع المجتمع الدولي أنها لا تذهب الى السلام.
أسباب رفض الحوثي تمديد الهدنة
وأكد الأكاديمي اليمني، أن ميليشيا الحوثي رفضت تمديد الهدنة لأنه تم تضيق الخناق عليها وقررت أن تستمر في الدمار لأنها جماعة ليست معنية بمعاناة الناس، ثم أنها رفضت الهدنة تلبية لرغبة إيران في أن تبقي النار مشتعلة في المنطقة نظراً للظروف الداخلية وتعثر الاتفاق النووي والقضايا الأخرى ومن مصلحة إيران أن تستمر اليمن في حرب.