محمد رفيع: أنا من أعداء زمن الرواية والقصة القصيرة لا تقبل الأشباه
أعلنت "جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية"، القائمة الطويلة الخاصة بالجائزة في دورتها الخامسة للعام 2021 – 2022، والتي تعد واحدة من أهم الجوائز العربية التي تُعنى بفن القصة القصيرة العربية.
مديح الكائنات
وعن وصول المجموعة القصصية "في مديح الكائنات" الصادرة عن دار النسيم للكاتب القاص محمد رفيع للقائمة الطويلة كان لنا هذا التقرير التالي:
وفي تصريحات خاصة لـ«الدستور»، قال الكاتب القاص محمد رفيع :"بالنسبة لجائزة الملتقى تعد من أهم وأبرز الجوائز في القصة القصيرة في عالمنا العربي، وقد وصلت بالمجموعة القصصية "عسل النون" عام 2016 إلى القائمة القصيرة، وقد وصلت في هذه الدورة بالمجموعة القصصية " في مديح الكائنات "عن دار نشر النسيم، وهي من أهم المجموعات القصصية لتجربتي في الكتابة القصصية، والتي امتدت على مدار ما يقرب من 25 عامًا.
القصة القصيرة عشقي الأول والأخير
وأكد «رفيع» على أن "القصة القصيرة تظل عشقي الأول والأخير، وتأتي كتابا تى للرواية بمثابة عملية تجريب، إلى جانب إخلاصي للتجريب والتجديد في القصة القصيرة».
وأعلن «رفيع» عداءه الشديد لمصطلح "زمن الرواية "؛ وذلك نتيجة لما يحمله من أفكار ترنو لتسييد جنس الرواية على باق الأجناس الإبداعية الأخرى، مشيرًا إلى أن فن القصة القصيرة هو فن كاشف للحظة، قد يختلط عليك كقارىء لكاتب رواية فلا يمكن أن تحدد مدى موهبته من عدمها، أما في القصة القصيرة فالأمر مختلف تمامًا وتظهر موهبة الكاتب مع السطور الأولى لقصته، لذا يبقى ويظل فن كتابة القصة القصيرة لا يقبل الاشباه، وأنا من هؤلاء الذين لا ينشغلون بالتوقعات، سعدت بوصولي للقائمة الطويلة، وأتمنى وصولها للقائمة القصيرة.
وكشف عن ملامح مجموعته القصصية "في مديح الكائنات"، إذ انطلقت فكرة مجموعة في مديح الكائنات من الاعتقاد السائد بأن الميت حين يموت، وفي لحظة الموت ذاتها يرى شريط حياته أمام عينيه يجري، وذلك قبل أن تغلق عيناه للأبد، وقد كنت كتبت قصة تقول «إن حكيمًا يخبر أحد أولاده أن آدم أبو البشر رأى حياته في لحظة موته ولكن بمسارات مختلفة بترتيب غير الذي عاشه حتى أنه في هذا الشريط الذي رآه مات أيضًا، وفي لحظة الموت الجديدة رأي حياته بترتيب مختلف عن التي عاشها في مخيلة آدم ومختلفة أيضًا عن الحياة التي عاشها آدم نفسه».
وأضاف: «أن كل الخلق ما هم إلا ترديد لحياوات رآها آدم في لحظة موته، وهذا يفسر لماذا المولود يبكي لحظة وصوله إلى الدنيا فهو يبكي على جده آدم الذي يموت الآن في لحظة موت لا نهائية، ومتداخلة قد تستغرق في حياة آدم بضع لحظات لكن بتكرارها من داخلها وكأننا نغوص في سرداب لا نهاية له، تبدو طويلة جدًا بطول الحياة كلها، فقررت أن أفعل ذلك ليس مع أحداث حياتي بل مع تاريخي السردي والقصصي فأغيّر وأقطّع وأدمج وأجمع، أمحو وأغير ترتيب الأحداث».
وتابع: «ساعدني على ذلك أن القصة القصيرة فن مشاغب لا محدود لا يتأبى على التحديد يأخذ أشكالًا وأحجامًا وطرائق عدة ربما مثل الأميبا التي تسافر في الكون بلا شكل ولا لون لكنها تتحرك وتتكاثر وتعمر مستعمرات كبيرة، كل واحدة من الأميبا لها إيقاعها الخاص ولحنها الفردي، هكذا القصة القصيرة في خلدي دائمًا هي المشاغبة الطيبة الناعسة الشرسة المغامرة الحنون القاتلة في نفس الآن، هي كائن حي يخترع لحنه المنفرد وطرائقه المنفردة وإيقاعه الفردي، كل قصة هي مغامرة جديدة تختار ثوب المغامرة التي تريد وإيقاع المغامرة ترقص في الفراغ على لحن تخلقه هي».
يذكر أن لجنة تحكيم جائزة الملتقى للقصة القصيرة لهذه الدورة تشكلت من: «الدكتور عبد الله إبراهيم، رئيسًا؛ وعضوية كل من الدكتور عبد القادر فيدوح، والدكتور خالد رمضان، والدكتورة مريم خلفان السويدي، والدكتور عادل ضرغام».