هاكاثون التغير المناخى
مليون جنيه وجوائز أخرى عديدة، قدمتها هيئة البريد المصرى، وشركة إنتل، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، أمس الأول الجمعة، للطلاب المصريين، العرب والأفارقة، الفائزين فى مسابقة «هاكاثون التغير المناخى»، Climathon، التى نظمتها «جامعة مصر للمعلوماتية»، بالتعاون مع شركة «أمازون ويب سيرفيس»، AWS، تحت رعاية وزارتى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتعليم العالى والبحث العلمى.
الـ«هاكاثون»، Hackathon، مصطلح يختصر كلمتى «Hack»، أى اختراق، وماراثون «Marathon»، التى تعنى «سباق». وهو حدث يجتمع فيه المبرمجون ومصممو الجرافيك، ومديرو المشاريع التكنولوجية، و... و... والمهندسون وأصحاب الخبرات التقنيّة والعلمية، للتنافس أو التشارك، بشكل مكثّف، فى ابتكار أو تطوير برمجيات وإيجاد حلول تقنيّة إبداعيّة باستخدام الموارد المتاحة.
بدأت فكرة الـ«هاكاثون» فى مطلع الألفيّة كنوع من التحدى بين المحترفين والهواة فى القرصنة الإلكترونيّة. ومع تداخل التخصصات المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات، لم يعد الأمر مقصورًا على المبرمجين والمهندسين، بل تجاوزهم ليشمل المتخصصين فى مختلف مجالات وتطبيقات البحث العلمى والاجتماعى. ولعل المثال الأبرز على ذلك هو «هاكاثون مصر ٢٠٣٠»، الذى ركز فى نسخته الثانية، التى تم الإعلان عن نتائجها فى ٢٣ يونيو الماضى، على إيجاد حلول مبتكرة فى قطاعات الصحة والاقتصاد والصناعات الصامدة والبنية التحتية، تحقيقًا لـ«رؤية مصر ٢٠٣٠» وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
واضح، إذن، وعلى خلاف المعنى الشائع أو الدارج لكلمة «Hack»، الذى يشير إلى ارتكاب جرائم إلكترونية، أن الـ«هاكاثون» يُقام، عادة أو غالبًا، لأهداف علمية أو تعليميّة، كهذه المنصة الإقليمية، التى جمعت طلاب جامعات مصرية، وعربية، وإفريقية، للتنافس والتشارك فى ابتكار أو تطوير حلول تقنية خلاقة للحد من تأثيرات التغير المناخى السلبية على كوكب الأرض، بالتزامن مع استعداد مصر لاستضافة الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، كوب ٢٧، فى نوفمبر المقبل.
المهم، هو أن مسابقة «هاكاثون التغير المناخى»، شارك، أو تسابق، فيها حوالى ١٥٠٠ طالب يمثلون أكثر من ٨٠ جامعة فى ٣٣ دولة عربية وإفريقية، بمشروعات موزعة على أربعة مجالات مرتبطة بقضية تغير المناخ: المدن المستدامة، تمكين المجتمعات، الطاقة النظيفة، وإدارة المياه. وبعد عدة تصفيات، فاز ١٢ فريقًا من جامعات مصرية وأردنية ومن موريشيوس.
فى محور إدارة المياه، فاز بالمركز الأول فريق من كلية الهندسة بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، وفاز بالمركز الثانى فريق جامعة «Polytechnics Mauritius» بدولة موريشيوس والمركز الثالث كان من نصيب فريق من طلاب جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا بالأردن. أما المراكز الثلاثة فى محور الطاقة النظيفة، كانت من نصيب طلبة مصريين، إذ فاز بالمركزين الأول والثالث فريقان من طلاب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وذهب المركز الثانى إلى فريق من جامعة المنصورة.
المراكز الثلاثة فى محور «تمكين المجتمعات»، حصدها الطلاب المصريون، أيضًا، فذهب المركز الأول لفريق من طلاب جامعة الزقازيق، ونال المركز الثانى فريق من طلاب جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب وجامعة مصر للمعلوماتية. وفاز بالمركز الثالث فريق من طلاب جامعة الزقازيق. وباستثناء المركز الأول فى محور المدن المستدامة، الذى فاز به فريق من طلاب جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا بالأردن، فاز بالمركزين الثانى والثالث طلاب مصريون: فريق من جامعة المنصورة الجديدة، والآخر من جامعة الزقازيق.
إلى جانب تسابق الطلاب، تضمنت فعاليات الـ«هاكاثون» مسابقة أخرى للشركات الناشئة. وكان الأهم، هو تأكيدها أن «جامعة مصر للمعلوماتية» ولدت عملاقة، وإثباتها بشكل عملى دور وأهمية الشراكة القائمة بين الحكومة والمجتمع الأكاديمى والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، فى مواجهة أزمة تغير المناخ.
.. وتبقى الإشارة إلى أن اهتمام كل قطاعات الدولة بتوجيه كل قدراتها للحفاظ على البيئة، أكده الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بإشارته إلى اهتمام الوزارة فى كل أنشطتها بملف الطاقة النظيفة؛ وقيامها، مثلًا، باستبدال الكابلات النحاسية بكابلات الألياف الضوئية، لتقليل الانبعاثات الحرارية، وتعاونها مع شركات التليفون المحمول فى استخدام الطاقة النظيفة لتشغيل أبراج المحمول ومحطات الإنزال. إضافة إلى تعاونها الحالى مع وزارة البيئة فى ملف إدارة النفايات الإلكترونية بشكل يحافظ على البيئة.