«عايز اتعدم متشرفنيش البراءة».. حكاية المهندس «شريف حافظ» التي هزت الرأي العام في 2008
في 2008 كانت أزمة عالمية عقب انهيار البورصة وخسر الكثير من رجال الأعمال أموالهم وكان من ضمنهم المهندس شريف حافظ، ولكنه في ذلك الوقت لم يخسر أمواله فقط ولكن خسر عائلته.
- حياة فارهة
حيث أن بدايته كانت في أسرة متعاونة ومتحابة قدمت له كل التساهيل حتى استطاع أن يلتحق بكلية الهندسة، ومنها تخرج وعمل وتزوج وأنجب أولاده ولكنه عامًا بعد عامًا تيسر ماديًا وأصبح من رجال الأعمال المهمين وبدأ ينتقل من محل سكنه إلى فيلا خاصة، في أفخم الأماكن، وامتلك السيارات الفارهة وعاش حياة الملوك بأمواله وعمله.
ثم تعرف على أحد الأشخاص يدعى أحمد صالح، واشترك معه في اعمال البورصة ، ولكن عقب فترة من التداول فيها، بدأت تتراخى أعمالهم وبدأ ينتظر الأرباح ولكن شهر وراء شهر لم يتحسن الحال حتى خسر أمواله، وبدأ يفكر في أولاده ومستقبلهم وحياتهم التي ستنهار .
- يأس واكتئاب
ولم يشعر بنفسه بعد موجه من اليأس والأكتئاب سوى بتوجه نحو دولاب معداته الخاصة، واستخدم فأس -بلطة- ودخل غرفة ابنه الأكبر وسام ، وهشم رأسه ، ثم غرفة ابنته تاليا وأنهال على رأسها حتى فارق الحياة ومنها إلى غرفة زوجته وقتلها بنفس الطريق، وجلس يندب حطه وسط جثث أسرته ولم يجد مفر من التفكير في الحادث سوى بقطع شرايين يده وقدمه للانتحار.
وفي الصباح رن هاتف المنزل دون جدوى من الاستجابة ليتوجه شقيق الزوجة إلى المنزل ليطمئن على شقيقته ولم تجيب أيضًا فلجأ للحارس وكسروا الباب ليجدوا 3 جثث وأخرى ما زال فيها الروح، وتم نقله للمستشفى محاولين إسعافه.
- الحقيقة ومرض نفسي
ولكن الجميع لم يصدق ما حدث ولكن الجريمة كانت واضحة المتهم قتل أسرته وأنتحر ولكن لأنه شخصية كريمة وغير عدوانية لم يستوعب أحد حقيقة ارتكاب الجريمة وكيفية تنفيذها، ولكن الجميع وقف بجانبه وأحضروا له المحامي الذي حاول أمام المحكمة الدفع بأن الجريمة تمت في لحظة انفصال عن الواقع وفي لحظة مرض نفسي، ولكن المتهم وقف أمام القاضي وطلب الحديث.
- اعترافات المتهم
ووقف المتهم أمام القاضي يجلد نفسه بعذاب الضمير مسردًا تفاصيل الجريمة : «أنا حياتي كلها كانت لولادي ومراتي واشتغلت في البورصة وخسرت، ومع لحظات اليأس والخوف من المستقبل توجهت لدولاب معداتي على الرغم من أن طبيعي ليست عدوانية، واعتقدت أنه بذلك سأحل المشكلة أو أنهيها وخلصت عليهم وقتلتهم على الرغم من أن الجميع يشهد بحبي لهم، ومع وقع الإحساس بالمصيبة أنك ما زلت على على قيد الحياة، وأنا مش عايز حاجة من الدنيا غير تنفيذ حكم الإعدام عليا، ولا يشرفنى فى النهاية أنى مريض نفسي».
- نهاية القضية
وبالفعل قضت المحكمة بالإعدام، وزاره عدد من اصدقائه مطالبين منه الاستئناف على الحكم لكنه رفض، عقب 7 أيام من الحكم دخل أحد السجانين لزنزانته ليجده ميتا وفارق الحياة بعد توقف قلبه كما توقع صاحب الـ55 عاماً، والذى كان يصارع الموت بعد إصابته بهبوط حاد فى الدورة الدموية.