موارنة مصر يعيدون بتذكار مار جريجوريوس أسقف أرمينيا الملقب «بالمنوّر»
تحتفل الكنيسة المارونية في مصر، برئاسة الأنبا جورج شيحان، مطران الموارنة في مصر، بعيد مار غريغوريوس أسقف أرمينيا ورفقته الشهداء (330).
وكريكور أو غريغوريوس الملقب "بالمنوّر" هو أعظم القديسين في الكنيسة الأرمنية ورسولها الأكبر، ولد سنة 255 ثم تعلّم وتزوج واصبح في بلاط الملك الوثني تيريدات، عُذِّب وسجن بسبب إيمانه، هدى الملك إلى الإيمان، أصبح سنة 294 كاهناً وأسقفاً على قيوية، فتح المدارس الكثيرة وانشأ المدارس الإكليريكية وبنى الكنائس ونظم كنيسة أرمينيا المعروفة بتعلقها بالدين المسيحي وبشهدائها الكثيرين، ورد أنه أقام أربعمائة أسقفاً، رقد بالرب سنة 330.
وبهذه المناسبة، وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لا يرفض الرّب يسوع كلّ أنواع الآيات، لكنّه يرفض النوع الذي يطلبه "هذا الجيل"، وعد الربّ بالآية الخاصة به وأعطاها، اليقين الصحيح الذي يتّفق مع الحقيقة التالية: "فَكَما كانَ يونانُ آيَةً لِأَهلِ نينَوى، فَكَذَلِكَ يَكونُ ٱبنُ ٱلإِنسانِ آيَةً لِهَذا ٱلجيل".
إنّ الرّب يسوع نفسه، بشخصه وكلامه وشخصيّته الكاملة هو آية لجميع الأجيال، إنّه جواب عميق جدًّا يجب أن نتأمّل به باستمرار، "مَن رآني رأَى الآب"، هذا ما أكّده الربّ لفيليبّس عندما سأله: "يا ربّ، أَرِنا الآبَ وحَسْبُنا"، نحن نريد أن نرى قبل أن نؤمن، أجابنا الرّب يسوع: "نعم، يمكنكم أن تروا"، فمن خلال الابن، أصبحت رؤية الآب ممكنة، إنّ رؤية الرّب يسوع هي الجواب، نحصل على الآية، الحقيقة التي تبرهن عن نفسها، وفي الواقع، أليس وجود الرّب يسوع في كلّ الأجيال هو آية عظيمة؟ أليست شخصيّته القوية جذّابة للوثنيّين ولغير المسيحيّين وللملحدين أيضًا؟.
هذا التأمّل يتيح لنا الفرصة للبدء من جديد: أن نرى الرّب يسوع، وأن نتعلّم أن نراه، وهذا هو في النهاية المضمون الوحيد والكافي لأيّ رياضة: أن نرى يسوع. فلنتأمّل يسوع من خلال كلامه الذي لا ينضب، فلنتأمّله من خلال الأسرار: في سرّ تجسّده، وفي سرّ حياته الخفيّة، وفي سرّ حياته العلنيّة وفي السرّ الفصحيّ وفي الأسرار المقدّسة وفي تاريخ الكنيسة، إنّ صلاة الورديّة ودرب الصليب، ما هي سوى مرشد وجدته الكنيسة في قلبها لتتعلّم "رؤية الرّب يسوع"، ولتصل إلى الجواب الذي حصل عليه أهل نينوى: التكفير عن الخطايا والتوبة.