اليوم.. ذكرى مار روحانا المرتّل في كنيسة الموارنة بمصر
تحتفل الكنيسة المارونية في مصر، برئاسة جورج شيحان، مطران الموارنة في مصر بعيد مار روحانا المرتّل أو قبريانوس السائح المعترف.
ووالسائح المعترف هو القديس قرياقوس الملقب بالروحاني وبالسريانية "روحانا"، ولد سنة 446 في قورنثية وترهب في فلسطين مسترشداً بحكمة القديس افتيموس. ترأس الدير واحسن تدبيره وكان قدوة للجميع بتقواه وحكمته وارشاداته. توفي عن عمر 107 سنوات وكتب سيرته أحد كبار المؤرخين ودُعيَ في بعض الروزنامات المارونية "روحانا المرتل". وعلى اسمه أديرة وكنائس في لبنان.
بهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: في مرحلة الخلق، أمر الله بأن "تُنْبِتِ الأَرضُ نَباتًا عُشْباً يُخرِجُ بِزْرًا وشَجَرًا مُثمِرًا يُخرِجُ ثَمَرًا بِحَسَبِ صِنفِه": وهكذا أمر المسيحيّين الذين يُعتبرون النبتات الحيّة في كنيسته، بأن ينتجوا ثمار التقوى، كلّ وفقًا لنوعيّته ودعوته. التقوى، أو الحياة المسيحيّة، يجب أن تمارس بطريقة مختلفة من قبل الإنسان النبيل، والحرفي، والخادم، والأمير، والأرملة، والابنة والعروس؛ وليس هذا فحسب، لكن يجب تكييف ممارسة التقوى مع قوى كلّ شخص وأعماله وواجباته... فهل من المنطقي أن يعيش الأسقف العزلة مثل النّساك؟ هل من المنطقي أن يختار العرسان عيش الفقر مثل الرّهبان؟ هل من المنطقي أن يمضي الحرفي يومه في الكنيسة مثل الكاهن؟ هل من المنطقي أن يكون الكاهن عرضة لأنواع اللقاءات كلّها لخدمة القريب مثل الأسقف؟ ألن يكون هذا سخيفًا وغير متّزن وغير محتمل؟ لكن غالبًا ما يحصل خطأ من هذا النوع.
كلاَّ، فالتقوى لا تفسد شيئًا حين تكون حقيقيّة؛ إنّها تجعل كلّ شيء مثاليًّا... قال أرسطو: "تمتصّ النحلة أريجها من الزهور بدون أن تُتلِفها"، تاركة إيّاها كاملة ومتفتّحة كما وجدتها. والتقوى الحقيقيّة تفعل أفضل من ذلك، فهي لا تكتفي بعدم إفساد إي نوع من الدعوات والأعمال، بل تقوم على العكس بتزيينها وبتجميلها... فيصبح الاعتناء بالعائلة أكثر صفاء، وحبّ الزوج والزوجة أكثر صدقًا، وخدمة الأمير أكثر إخلاصًا، وأنواع الانشغالات كلّها أكثر عذوبة ووديّة.
ليس خطأ فحسب، بل إنّها هرطقة أن يُعمَد إلى إلغاء التقوى من كتيبة الجنود، ومن متجر الحرفيّين، ومن بلاط الأمراء ومن المؤسّسة الزوجيّة... حيثما كنّا، يمكننا أن نطمح إلى الحياة المثاليّة، ويجب أن نفعل ذلك.