إيهاب صبري: زين نصار ربى أجيالا من الدارسين وكشف إنجازات المؤلفين المعاصرين
قال الدكتور إيهاب صبرى، رئيس قسم النقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، إن الدكتور زين نصار أسهم فى نشر الثقافة الموسيقية فى مصر من خلال كتاباته النقدية والتحليلية، واستطاع أن يربى أجيالًا من الدارسين الأكاديميين الجادين الذين انتشروا فى مصر والمنطقة العربية ليسدوا الفراغات التى حدثت نتيجة لرحيل أو اعتزال الأجيال السابقة فى النقد الموسيقى، والتى شكلت فصولًا بأكملها فى هذه الرسالة العلمية.
كان ناقدًا رفيع المستوى
وأضاف إيهاب صبري في تصريح خاص لـ"الدستور": "كان زين نصار ناقدًا أكاديميًا رفيع المستوى، وفى الوقت نفسه كان يملك القدرة على توصيل المنهج العلمى النقدى إلى الجمهور العادى».
وتابع: «أشرف الدكتور زين نصار وشارك فى مناقشة ما لا يقل عن ١٥٨ رسالة علمية للحصول على درجتىّ الماجستير والدكتوراه فى مجالات الموسيقى المختلفة، كالغناء والأداء الآلى والنقد الموسيقى. ونشر العديد من الدراسات الموسيقية، خاصة عن كبار الموسيقيين المصريين، وذلك فى المجلات المتخصصة التالية: (المجلة الموسيقية ومجلة الفنون ومجلة الفن المعاصر ومجلة المسرح ومجلة القاهرة ومجلة الفنون الشعبية ومجلة فكر وإبداع ومجلة الفن الإذاعى ومجلة الهلال)».
كتب المادة العلمية على مدار 35 عامًا
وأشار إلى أن «نصار» كتب- أيضًا- المادة العلمية للبرامج الموسيقية بالإذاعة المصرية على مدى ٣٥ عامًا، ومنها على سبيل المثال: «برنامج عالم الموسيقى» بإذاعة صوت العرب والذى استمر لمدة ٢٦عامًا، ثم «برنامج الموسيقى العالمية» بإذاعة البرنامج العام، و«برنامج فن الباليه» بإذاعة البرنامج الثانى، وبرنامجا «الموسيقى المصرية المتطورة» و«إيقاعات ونغمات» بإذاعة البرنامج الموسيقى، و«سهرة مع الموسيقـى المصريـة» بإذاعة البرنامج الثقافى، وبرنامج «أوتار موسيقية» بإذاعة البرنامج العام.
ولفت إلى أنه شارك- كذلك- فى الكثير من البرامج الإذاعية والتليفزيونية كضيف، سواء كانت تلك البرامج مسجلة أو مذاعة على الهواء، واهتم بشكل خاص بالتأريخ للموسيقى والغناء فى مصر فى القرن العشرين، إذ أجرى الكثير من الأحاديث المسجلة مع كبار الموسيقيين المصريين لتوثيق حياتهم وسيرهم الذاتية بشكل علمى ومنهجى متميز.
اول دكتوراة في الموسيقى
وقال: قدم زين نصار العديد من الكتب المهمة التى استفادت وما زالت تستفيد منها الحياة الموسيقية، سواء من ناحية البحث العلمى أو فى مجال نشر الثقافة الموسيقية، ومنها «الموسيقى المصرية المتطورة» عام ١٩٩٠ و«عالم الموسيقى» عام ١٩٩٨ و«القومية وأعلام الموسيقى فى أوروبا ومصر»، بالاشتراك مع بثينة فريد عام ١٩٩٨ و«آفاق الموسيقى» عام ١٩٩٩، و«موسوعة الموسيقى والغناء فى مصر فى القرن العشرين» من ثلاثة أجزاء، عام ٢٠٠٣، ثم كتاب «دراسات موسيقية وكتابات نقدية» عام ٢٠٠٦. وحصل الدكتور زين نصار على بكالوريوس المعهد العالى للتربية الموسيقية للمعلمين عام ١٩٦٥ بامتياز، ثم حصل على درجة الماجستير فى النقد الفنى عام ١٩٨٠، وعلى درجة الدكتوراه فى النقد الموسيقى عام ١٩٨٦، وكانت أول درجة دكتوراه فى الموسيقى عمومًا تمنحها أكاديمية الفنون منذ إنشائها عام ١٩٥٩. ثم عيّن «نصار» أستاذًا للنقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى عام ١٩٩٢. وهو عضو فى عدد من اللجان العلمية لتعيين الأساتذة والأساتذة المساعدين ببعض معاهد أكاديمية الفنون «النقد الفنى والموسيقى العربية والباليه والفنون الشعبية»، وعضو لجنة الفنون بالمجالس القومية المتخصصة، وعضو لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة، وشغل منصب رئيس قسم النقد الموسيقى «١٩٩٢- ٢٠٠٩»، ووكيل المعهد العالى للنقد الفنى «١٩٩٨- ٢٠٠٠».
كما شارك فى مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية منذ بدايته عام ١٩٩٢، وكرّمه مهرجان «اتجاهات عربية» السادس بدار الأوبرا المصرية عام ٢٠٠٦، ورشحه مجلس إدارة المعهد العالى للنقد الفنى لجائزة الدولة التقديرية للفنون مرتين، وذُكر فى «موسوعة أعلام الفكر العربى»، الجزء الثالث، لسعيد جودة السحار، وذكر فى الجزء الثانى من المعجم الشامل للموسيقى العالمية لحسام الدين زكريا.
ولا شك أن زين نصار استطاع أن يلقى أضواء فاحصة على إنجازات المؤلفين الموسيقيين المعاصرين فى صياغاتهم الجديدة للألحان الشعبية المصرية، بحيث ارتقوا بها من المستوى البدائى العفوى إلى المستوى الأكاديمى المنهجى الذى جعلها جاهزة لكى يقبل عليها المستمعون من غير المصريين والعرب.