حسين عبد البصير: الإسكندرية مدينة التعايش والتسامح
قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، إن الإسكندرية بوتقة للتعايش والتسامح، مشيرا إلى ان من أمثلة التعايش في هذه المدينة العظيمة ما نراه شارع النبي دنيال الذي يضم المعبد اليهودي المقابل للكنيسة المرقسية، والذي بني على أرض ملك الكنيسة، والتي وهبتها لبناء المعبد، وهو ما يدل على السماحة بين الأديان، كما تواجد مسجد النبي دنيال أيضًا بالشارع، وعلى بعد دقائق نجد ميدان المساجد وأبو العباس، مما يدل على عظمة هذه المدينة.
جاء ذلك خلال أولى أمسيات الموسم الفني الجديد، لصالون أوبرا الإسكندرية تحت إشراف الفنان أمين الصيرفي، بعنوان «سحر الإسكندرية التاريخ والآثار عبر المدينة الخالدة»، بحضور الخبيرة اليونانية كاليوني ليمني بابا كوستا، والدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية، ومدير مركز زاهي حواس الأثري، والدكتور أحمد عبد الفتاح مدير عام آثار ومتاحف الإسكندرية سابقا، وأدار الندوة الكاتب أحمد بسيوني.
وأضاف «عبد البصير» أن الإسكندر الأكبر كان له فكر مختلف، فهو الذي وحد الشرق والغرب، بعد أن كان الإغريق ينظر إلى بلاد الشرق أنهم برابرة، مشيرًا إلى أن الإسكندر تزوج من سيدة فارسية ونصح القادة العسكريين بأن يكونوا على نفس نهجه.
وتابع أن مدينة الإسكندرية عبر العصور حققت جميع أحلام الإسكندر الأكبر، بداية من تأسيس المدينة، ومن بعده خلفائه البطالمة، وتأسيس مكتبة الإسكندرية، مؤكدًا أن الفترة الرومانية اليونانية كانت فترة مزدهرة جدًا، وعقب الفتح العربي حدث نوع من حل المدينة، وعهد محمد على باشا كان عدد سكان المدينة قليل جدا بلغ 8000 شخص، على عكس الفترة الرومانية التي كان عدد سكان الإسكندرية 300 ألف شخص حر، ومثلهم من العبيد، ولكن محمد علي أعاد للإسكندرية ازدهارها، لتكون المدينة «الكزموبوليتانية» متعددة الثقافات.
وأشار إلى أن في كتابه «سحر الإسكندرية» تحدث عن أن الوجود اليوناني في مصر كان قبل الإسكندر الأكبر بفترات طويلة، وتواجد الأسرة الـ26، ومنذ عهد الدولة القديمة وهناك احتكاك مع اليونانين، مشيرًا إلى أنه
خلال هذا الكتاب تتبع المدينة منذ أقدم العصور إلى الآن، والذي ينقسم إلى جزء عن التاريخ، وآخر عن الآثار والمقابر، وأيضا المتاحف العديدة التي تضمها الإسكندرية منها: متحف الفنون الجميلة، متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، المتحف القومي، اليوناني الروماني، فضلا عن متاحف المثقفين مثل متحف «كفافيس»، بالإضافة إلى مكتبة الإسكندرية الصرح الثقافي العريق، كل ذلك ساهم في تشيكل المدينة وأهلها الذين يتميزون بصفات الشخصية السكندرية المنفتحة والمتقبلة للآخر دائمًا.