«قلبي هنا».. محمد وسمر يوثقان الارتباط ببيت العيلة في مشروع تصوير بالمكس
مجموعة من المنازل الخشبية القديمة تمتزج بلون البحر ورائحة الأخشاب التي طالتها عوامل الزمن، تجمعات العائلة في المصيف، وفي غرف المنازل البسيطة، ذكريات بداخل عدة صور تفوح منها رائحة الذكريات، هي نتاج مشروع تصوير بأحد المناطق الشعبية الشهيرة بمدينة الإسكندرية.
شبابيك معلقة على حائط بداخلها صور لأشخاص استركوا جميعًا في حب منازلهم القديمة، وذكريات العائلة، وحب البيوت بكل ما فيها، انتقلت من خلال مشروع شاب وشابة من محبي ومحترفي التصوير ليعرض في بينالي مكتبة الإسكندرية هذا العام.
«لما بنفقد شخص بنروح المكان ألي جمع ذكرياتنا سوا، ببساطة في ارتباط كبير بين الناس والأماكن» هكذا عبر
محمد طارق دكتور بيطري، ومصور، من الإسكندرية، عن فكرة مشروع«قبل أن أنسى» مشيرًا إلى أنه يناقش ارتباط الناس بالأماكن والبيوت، حيث تم اختيار منطقة المكس بحي العجمي في الإسكندرية لمنازلها القديمة المميزة.
وأضاف لـ«الدستور» أن المشروع بدأ منذ عامين وهو مشروع مشترك مع الدكتورة سمر بيومي، والذي جمعهما حب التصوير للتشارك في هذا المشروع الذي استمر لمدة عامين، حتى انتهي بالكثير من الصور والذكريات مع أهل المنطقة، وتم عرضه بداخل بينالي مكتبة الإسكندرية.
وأشار إلى فكرة مشروعه نابعة أيضًا من تجربة شخصية عاشها عندما توفيت جدته، حيث أصبح مرتبط بمنزلها، ولديه حنين دائم للمنزل القديم وبيت العيلة، مشيرًا إلى أن البطل في القصة المصورة عدة شخصيات بينهما الحفيدة التي تحكي عن جدتها، والحياة في بيت جدتها، لذا كتبت «تيتة أحلى حاجة بالنسبالي».
وتابع أن المثال الثاني «أم محمود» وهي سيدة مسنة تعيش منزلها منذ ٦٠ عامًا، توفى زوجها، ويعيش أبنائها خارج مصر، وهي تتعامل مع منزلها أنه شيئ غالي جدًا فتقول: « البيت ده زوجي ورفيقي في وحدتي»، لافتًا أن بمقياس طفلة أو شخص كبير، في الحالتين، الناس اصبحت مرتبطة ب«الحيطان» أكتر من الأشخاص.
وأضافت الدكتورة سمر بيومي، بكلية الفنون الجميلة، إنها بدأت مشروع في منطقة «الخندق» بالمكس قبل وأثناء مراحل التطوير لتوثيق المكان من 2016 حتى 2020، وأصبح المكان مميز بالنسبة لها، مشيرة إلى أنها أرادت أن تبدأ مشروع تصوير جديد في نفس المكان، خاصة أن رسالة الدكتوراه الخاصة بها عن «مفهوم الزمان والمكان مع الإنسان».
وتابعت اجتمعت مع «طارق» في فكرة المشروع الذي بدأ في 2020، واردنا ان نكون بداخل الناس، ونصبح جزء منهم، وكنا نتواجد معهم 3 أيام بالأسبوع، ولمدة 4 شهور كانت فترة توطيد علاقات إنسانية معهم ونعرض عليهم الصور حتى أصبحنا جزء منهم ليخرج المشروع بهذا الشكل، ليكون قصة من الحياة العادية اليومية.
وأشارت إلى أن لديها حنين دائم لبيت العائلة، حيث أنها نفذت قبل ذلك مشروع تصوير منزل جدتها بمحافظة أخرى، وذلك قبل أن يُهدم، معربة عن سعادتها أنها استطاعت توثيق «بيت عائلتها» لكي يكون ذكرى لكل فرد في أسرتها.