شارل ليبون.. قصة مؤسس دخول الكهرباء إلى القاهرة والإسكندرية
تعد مصر من الدول الرائدة في توصيل الكهرباء للمنازل وإنارة الشوارع حيث كانت من مصاف الدول التي شهدت الاعتماد على الكهرباء في نهاية التاسع عشر، وكانت البداية من تطلع رجل الأعمال الفرنسي شارل ليبون الذي توجه في عام 1864 إلى مصر لطلب حق استغلال إضاءة مدينتي القاهرة والإسكندرية باستخدام الغاز.
وفي 15 فبراير 1865 توقع العقد الأول لتوزيع الغاز في القاهرة وبمقتضاه منحت السلطات المصرية لشركة ليبون حق الامتياز، وفي عام 1873 عدل هذا العقد بحيث يمتد حق الامتياز لمدة 75 عاماً تنتهي في سنة 1948 حيث شمل نطاق التوزيع أحياء بولاق ومصر القديمة، وفقا لموقع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
وفي العام نفسه، استطاع شارل ليبون الحصول على أول عقد يعطيه امتياز استغلال الغاز في إضاءة مدينة الاسكندرية ولمدة 30 عاماً والتزام آنذاك بتركيب 267 مصباحاً للإنارة العامة. وفي عام 1893 تم مد امتياز الاستغلال لمدة 99 عاماً تنتهي في 1992.
ومن هنا دخلت الكهرباء عقب دخول الغاز بواسطة نفس الأشخاص الذي تولوا إدخال الغاز، حيث أعلنت الادارة العامة لشركة ليبون سنة 1892 أن استخدام الكهرباء في الانارة أصبح عمليا بالرغم من كونه غير اقتصادي ولكن بالنسبة لشركة لها تطلعات كشركة ليبون فلم يكن ممكناً إنكار أن هذه التقنية الحديثة والتي يمكن أن تصبح منافساً للإضاءة بالغاز، ومن ثم كان من الأفضل اقتحام هذا المجال خوفاً من أن يؤدي التهيب من الاستفادة من هذه التقنية الي ظهور شركات جديدة منافسة تستغل هذا الموقف.
وبناءً على ذلك، أعلنت شركة ليبون عام 1893 عزمها على خوض التجربة في القاهرة لمدة خمس سنوات وقررت بناء مصنع لإنتاج المهمات المطلوبة كما قررت بناء مصنع آخر في الاسكندرية عام 1894 ومنذ عام 1895 أثبتت تجربة القاهرة فاعليتها وجدواها وفي عام 1898 حقق المشروع في المدينتين نتائج باهرة.
ويجدر الإشارة أن التطبيقات الأولى للكهرباء واستخدامها في فرنسا لأغراض الانارة العامة تعود إلى عام 1880 ما يجعلنا نضع مصر في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال.
وكانت القاهرة والإسكندرية أول مدينتين شهدتا استخدام الكهرباء في أغراض الإنارة في نهاية القرن التاسع عشر، تلتهما كل من بورسعيد وطنطا في عام 1902 أما خارج نطاق الدلتا فقد استمر استخدام الوسائل التقليدية في الإنارة.
ووصل عدد مصابيح في عام 1870 الاضاءة العامة بالقاهرة الى 1000 مصباح تعمل بالغاز، كما وصل عدد المشتركين الي 100 مشترك وزاد العدد في الحرب العالمية الأولى إلى 15000 مصباح و5300 مشترك.
في عام 1912، كان عدد المشتركين 4800 يستهلكون 3 مليون كيلووات ساعة وفي نهاية 1946 أصبحوا 112000 مشترك يستهلكون 73 مليون كيلووات ساعة منها 33 مليون للقوي المحركة والاستخدامات المنزلية وزادت القوي المحركة من 38.1 كيلووات ساعة سنة 1897 الي 28000 كيلووات ساعة لخدمة 2600 مشترك .
وفي عام 1906 تم تجهيز أول محطة توليد بماكينات أفقية واضافة توربينات لافال، وفي عام 1947 أصبح بالمحطة 6 مولدات " اورليكون " وكانت الغلايات من بابكوك ـ ويلكوكس ـ بالإضافة إلى مجموعتي ديزل.