«هكذا أصبحت شهرزاد مطربة بالصدفة».. من نوادر شيخ النقاد الموسيقيين زين نصار
سرد المؤرخ الموسيقي الراحل زين نصار، عددًا من الحكايات في حوارات لـ"الدستور"، ومن هذه الحكايات ما حدث بين المطربة شهرزاد وكوكب الشرق أم كلثوم.
حكاية أم كلثوم وشهرزاد
يقول زين نصار: "من أطرف حكايات أم كلثوم ما حدث مع المطربة شهرزاد، التى كانت فتاة جميلة، وكان والدها تاجرًا كبيرًا، وعاشقًا للفن، ولا ينام قبل أن يستمع إلى أم كلثوم وعبدالوهاب، فتعلقت ابنته بالفن، ودرست فى معهد الموسيقى، ودعمها فى ذلك الملحن رياض السنباطى، الذى لحن لها أغنية، وسجلتها فى الإذاعة، وكان صوتها يشبه أم كلثوم كثيرًا، وكانت تميل لتقليدها".
وحدث ذات مرة، أن مرضت أم كلثوم، فاعتذرت عن عدم تقديم حفلها الشهرى، الذى كان العالم العربى كله ينتظره، واتصلت بالإذاعة وطلبت منهم إذاعة بعض الحفلات القديمة المسجلة، وبالصدفة اختار مسئول الإذاعة أسطوانة أغنية شهرزاد، وأذاعها باعتبارها من أغنيات أم كلثوم، فغضبت «الست»، واتصلت بـ«السنباطى»، وسألته عما حدث، فقال لها: «ده رزقها يا ست هنعمل إيه؟»، ونجحت الأغنية، وكان لها صدى كبير، ومثلت انطلاقة لمسيرة المطربة شهرزاد.
وبعد ذلك بوقت قصير، حضرت أم كلثوم وكامل فرقتها إلى حفل زفاف ابنة العازف محمد عبده صالح، والتقت هناك مصادفة «شهرزاد»، وأخبرتها بأنها أحبت أغنيتها، وطلبت منها الغناء، فرفضت شهرزاد بشدة، فكيف تغنى و«الست» موجودة؟، لكن أم كلثوم أصرت واستمعت إليها وشجعتها.
وبالفعل غنت شهرزاد، وأطربتهم، ولاحظت «الست» وجود إعجاب متبادل بين الفتاة وعازف «التشيللو» محمود رمزى، فقالت له: «تزوجها، لأنها بنت حلوة وطيبة»، وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك.
أما عن زين نصار
ولد الدكتور زين نصار فى 2 أبريل 1942 بالقاهرة، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في النقد الفني بتقدير جيد جدًا، ثم ماجستير في النقد الفني تخصص موسيقي عام 1980، ودكتوراه في الفنون تخصص النقد الموسيقي عام 1986، وشغل منصب أول رئيس لقسم النقد الموسيقى بالمعهد العالي للنقد الفني لمدة 17 عامًا متواصلة، وكتب المادة العلمية للبرامج الموسيقية على مدى 37 عامًا متواصلة بالإذاعة المصرية، منها: "عالم الموسيقى، فن الباليه، وإيقاعات ونغمات، أوتار موسيقية، سهرة مع الموسيقي المصرية".
كرم فى مهرجان القراءة للجميع عام 1998، وفى عام 2006 كرمه مهرجان اتجاهات عربية السادس بدار الأوبرا المصرية، كما كرمه المعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون فى 2007، ورشحه مجلس إدارة المعهد العالى للنقد الفنى لجائزة الدولة التقديرية فى الفنون مرتين (2003 – 2009)، وكرمه مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الثاني والعشرون بدار الأوبرا المصرية في 2013.
كتب الدكتور زين نصار ونشر العديد من المؤلفات والكتابات التأريخية، عن أهم رموز الموسيقى والغناء في مصر، من بينها مؤلفات "عالم الموسيقى"، "الموسيقى المصرية المتطورة"، "آفاق الموسيقى"، "دراسات موسيقية وكتابات نقدية"، "موسوعة الموسيقى والغناء في مصر في القرن العشرين"، والتي صدرت في ثلاثة أجزاء، وقدم فيها نصار، توثيقًا وتأريخًا ونقدًا، لأعلام الموسيقى والغناء ودنيا الطرب خلال القرن المنصرم.