«نجاح سلام» و«سعاد محمد» نسيبتان فى سوء الحظ السينمائى والعائلى.. ما القصة؟
"نجاح سلام" و"سعاد محمد" نسيبتان في سوء الحظ السينمائي والعائلي. كان هذا مضمون التقرير الصحفي الذي نشرته مجلة الكواكب المصرية في عددها الــ91، والصادر بتاريخ 25 أبريل في العام 1953، لمراسل المجلة "سليم اللوزي" في العاصمة اللبنانية بيروت.
ويستهل "اللوزي" تقريره ــ ضمن أرشيف الباحث نواف سليم ــ قائلًا: اشترت المطربة الآنسة نجاح سلام عمارة ضخمة في رأس بيروت، وهي من أجمل مناطق العاصمة اللبنانية، وبذلك انتقلت المطربة الشابة من صفوف الكادحين إلى صفوف الفنانين الرأسماليين.
ــ نجاح سلام وسعاد محمد من أعلى الدخول في الوسط الفني
ويستدرك اللوزي: وعلى كل فليس هذا هو الخبر. إن حنجرة نجاح سلام من أرق الحناجر الغنائية في البلاد العربية إذا لم نقل أرقها جميعًا، وتعتبر هي والمطربة سعاد محمد في مقدمة أصحاب الدخل الكبير عن طريق الغناء على المسرح، ومتوسط عقودها الشهرية لا يقل عن عشرين ألف ليرة أو ما يوازي الثلاثة آلاف جنيه مصري، فإذا عرفنا أن العقود التي توقعها في السنة كلها صيفًا وشتاء، أدركنا ضخامة الدخل السنوي الذي يمكن المطربة من بناء عمارة ضخمة في كل سنة.
بقي شىء آخر، وهو أن نجاح سلام على الرغم من حنجرتها التي يقول عنها الملحن المصري الأستاذ أحمد صدقي إنها "حنجرة من المخمل"، وعلى الرغم من صباها الممتلئ حيوية وجاذبية، وعلى الرغم من نجاحها المتواصل على مسارح سوريا ولبنان والعراق، قد فشلت في السينما عندما ظهرت في فيلمها الأول "على كيفك".
ــ فشل نجاح سلام في السينما
ويلفت اللوزي إلى أن فشل نجاح سلام باعتراف الأستاذ حلمي رفلة مخرج الفيلم نوع من سوء الحظ، وتحاول نجاح اليوم أن تغمض عينيها عن أنوار المجد السينمائي المتلألئة من الاستديوهات في القاهرة، وهذه هي نتائج الصدمة وخيبة الرجاء ولكن إلى متي تقاوم إغراء السحرة السينمائيين؟ وهل هناك فنانة في الدنيا تستطيع أن تغمض عينيها عن أنوار المجد السينمائي إلى الأبد، هذا هو السؤال.
ــ نجاح سلام حفيدة مفتي لبنان
وثمة شىء آخر في قصة حياة نجاح سلام، وهي أنها حفيدة مفتي الجمهورية اللبنانية السابق وهي تنتمي إلى عائلة عريقة في بيروت، وكان والدها ــ الذي يعتبر نفسه رائدها الفني ــ مديرًا لمحطة الإذاعة اللبنانية، ثم استقال من هذا المنصب ليتولي إدارة الأعمال الفنية لابنته التي يلازمها كالظل الخفيف.
ــ سعاد محمد تلحق قطار الثروة
وعن المطربة سعاد محمد، يقول سليم اللوزي: تحاول المطربة سعاد محمد أن تلحق بقطار الثروة الذي فاتها في العهد السابق أي عهد ما قبل الزواج، عندما كانت وارداتها الضخمة التي تكفي لشراء عدة عمارات نهبًا موزعًا بين أفراد عائلتها وأشقائها الشبان أصحاب العضلات المفتولة.
وقد تزوجت سعاد محمد من شاعر أغانيها الخاص الأستاذ محمد علي فتوح، وقصة زواجهما معروفة التفاصيل، فقد ثار أهلها وأشقاؤها، ولا سيما أن ثروتهم اعتمدت على سبب منطقي، وهو أن زوجها الفاضل متزوج من امرأة أخرى وله منها أربعة أولاد.
ــ سعاد محمد تخوض حربًا عائلية
ويضيف اللوزي: المهم أن حربًا علنية في الصحف وبين مراكز البوليس في لبنان، قد قامت بين سعاد محمد وزوجها من جهة وبين أهلها وأشقائها من جهة أخري، انتهت باتفاق على طريقة الاتفاقيات الدولية أي بتقسيم الأرباح بين الأهل والأشقاء وبين المطربة وزوجها.
وسعاد محمد كنجاح سلام، خانها التوفيق في السينما مرتين، في الفيلم الذي أنتجته المرحومة عزيزة أمير وأخرجه ومثل فيه محمود ذوالفقار "فتاة فلسطين" والثاني هو الفيلم الأخير"أنا وحدي"، الذي أخرجه الفنان الممتاز بركات، ومع ذلك لم تنجح سعاد محمد ولم يستسلم لها المجد السينمائي.
والذي لا ريب فيه، أن سعاد محمد قد شعرت بشىء من اليأس في الوصول إلى قمة المجد عن طريق السينما، ولا سيما أن المجد هو اليوم ملك يديها فوق المسرح.
ــ وعد أنور وجدي لـ سعاد محمد
ويتابع اللوزي: ومنذ ثلاثة أشهر فقط، عادت سعاد إلى الغناء فوق المسرح، بعد غياب طويل ذهب في الخصومات العائلية وفي وضع مولودها البكر. ويقول الأستاذ أنور وجدي ــ وقد قاله لي عندما كان في دمشق ــ إن سعاد محمد لم تمثل دورها في السينما بعد، وهو لن يدع الفرصة المواتية تفلت من بين يديه عندما تسنح.
وفعلًا حدث في حفلة الافتتاح التي غنت فيها سعاد محمد في دمشق، أن كان الأستاذ أنور وجدي موجودًا هناك، فما كادت المطربة المبدعة تنتهي من غناء وصلتها الأولي، حتى قام الأستاذ أنور إلى المسرح، ووعد الجمهور السوري بأن يقدم سعاد في فيلم ممتاز ينتجه ويخرجه ويكتب قصته ويمثل فيه إن أمكن.
وسعاد محمد تعيش اليوم على هذا الوهم الجديد الذي بذره أنور وجدي في نفسها، ولكن هل ينقلب الوهم إلى حقيقة ناجحة؟ بقي أن نشير هنا إلى أن سعاد محمد ونجاح سلام نسيبتان لا في سوء الحظ في السينما فقط، بل في النسب العائلي أيضًا.