شارع محمد علي .. من ملتقى العوالم و الآلاتية إلي سوق لـ الموبيليا
سمي على اسم مؤسس مصر الحديثة، قبل أن يتحول إلي عمل مسرحي شهير، يحمل الاسم نفسه، وقبله بسنين طويلة فيلم سينمائي بالأربعينيات، يتناول تاريخ الحياة الفنية المزدهرة التي اشتهر بها الشارع في حقبة زمنية معينة، هو شارع محمد علي أحد أشهر شوارع وسط القاهرة، الذي يمتد من ميدان القلعة، الذي حمل أسمها حديثًا، مروراً بمنطقة باب الخلق، وينتهي بمنطقة العتبة وشارع عبدالعزيز.
بعدما كان الشارع التاريخي، يرتبط أسمه دائماً بملتقي الفنانين والأدباء، والمقاهي التي تجلس عليها العوالم والآلاتية، كما يطلق عليهم قديماً، وهم الفرق الموسيقية الخاصة بكل عرض فني، إذا اقتادتك الظروف للمرور من الشارع في الوقت الحالي، ستجد نفسك أمام سوق للموبيليا، محلات بيع الآلات الموسيقية تحولت إلى معارض بيع المطبخ والسفره وغرف النوم، ولم يتبقي منها سوي عدد قليل، أماكن تجمع الفنانين، تحولت إلي ورش نجارة لتجهيز مستلزمات العرائس من قطع خشبية، حتى الشارع تحول اسمه من محمد علي سابقاً، إلي شارع القلعة حالياً.
قمنا بعمل جولة ميدانية داخل الشارع التاريخي، وتحدثنا مع عدد من رواده وقاطنيه عن التحول الكبير الذي حدث به، وكانت البداية مع عم سعيد وجل سبعيني يجلس على مقهى قديم في منتصف الشارع، حيث قال" أنا شوفت هنا كل الفترات اللي مر بيها شارع محمد علي، بحكم اني ساكن قريب من هنا، بداية من كونه مكان يلتقي فيه عدد كبير من الراقصات وبعض الفرق الموسيقية، وهو الأمر الذي اشتهر الشارع به قديماً، لدرجة قيام بعض المنتجين بتقديم أعمال فنية تتناول سيرة الشارع وتاريخه، ومنها مسرحية شارع محمد علي بطولة الفنان الكبير فريد شوقي والفنان المنتصر بالله، والتي حققت نجاحاً كبيراً وقت عرضها، وهو الأمر الذي ساعد على زيادة شهرة الشارع التاريخي" .
محمود خليفة شاب عشريني يعمل صنايعي استورجي في أحد ورش النجارة يقول “ بصراحة معنديش فكرة عن تاريخ الشارع، ولكن سمعنا انه كان مكان لتجمعات راقصات وكباريهات في وقت بعيد، وإن كنت شايف ان التحول الذي طرأ على الشارع في صالحه، حيث أصبح مكان لمعارض بيع الموبيليا وورش تصنيعها، وهو الأمر الذي ساعد في تشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة، بصورة محترمة أفضل كثيراً عن صورة الشارع قديماً”.
الحاج سعد صاحب معرض موبيليا بجوار مسجد قيسون التاريخي بشارع محمد علي، قال " طبعاً أحنا شوفنا كلنا شارع محمد علي كان عبارة عن محلات بيع آلات موسيقية، وبعض المقاهي التي كانت تجلس عليها العوالم أو الراقصات بلغة الوقت الحالي، تم تحويل الشارع إلى اماكن بيع موبيليا وورش نجارة مع نهاية فترة التسعينات، بسبب قربه الشديد من منطقة المناصرة، التي تشتهر منذ القدم بتصنيع الأخشاب وتجهيز غرف النوم والصالونات، وأكثر مايميز شارع محمد علي في الوقت الحالي هو احتلاله الصدارة في بيع مستلزمات شقق العرائس بأسعار زهيدة جداً، مقارنة بأماكن أخري، وهو ما جعله قبلة كل من يقبل علي الزواج حديثاً، حيث من الممكن ان تجهز أثاث عش الزوجية بأقل سعر ".