«كل بيت له راجل» فيلم يؤرخ لمكتبة مصر الجديدة الأميرة «فريال» سابقا

"كل بيت له راجل" فيلم يؤرخ لمكتبة مصر الجديدة الأميرة "فريال" سابقا، ففي الفيلم الذي أنتجته شركة أفلام مجدي فريد، في العام 1949، تظهر ضمن أحداثه في أكثر من مشهد، مكتبة مصر الجديدة العامة، والتي كانت تسمى بمكتبة “الأميرة فريال” وقت إنتاج وتصوير الفيلم.

وفيلم “كل بيت له راجل”، من أوائل أفلام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وإن كان يسبق اسم الفنانة القديرة أمينة رزق، اسم “حمامة” على تيترات الفيلم الذي شارك في بطولته، الفنان محمود المليجي، المطرب عبد العزيز محمود، وجيه عزت، عبد العليم خطاب، عبد العزيز أحمد، ولطفي الحكيم.

وكتب أغنيات فيلم “كل بيت له راجل”، وهي: “سبحانك يا رب” جليل البنداري ولحنها عبد العزيز محمود، “قمر” تأليف وألحان مصطفى السيد، وأغنية “يا بايعين الفرح” ألحان عبد العزيز محمود أيضا.

وفيلم “كل بيت له راجل”، عن قصة لـ مجدي فريد، تصوير أمبرتو لونزانو، مونتاج أحمد إسماعيل، وتم تصوير الفيلم باستديوهات ناصيبيان، والطبع والتحميض بمعامل ناصيبيان وشركاه، والفيلم سيناريو وإخراج أحمد كامل مرسي.

ــ أمينة هانم حبيسة المكتبة

يبدأ فيلم “كل بيت له راجل”، بتعليق صوتي لعالم الآثار المصري، أنيس كامل، وقد توفي تاركا ورائه زوجته أمينة هانم “أمينة رزق”، وابنته فاتن أنيس كامل “فاتن حمامة”، ونفهم من مشهد الافتتاح عزلة الابنة والزوجة والوحدة التي تشعران بها بعد موت الأب/ الزوج.

وفي مشهد تال يصل لأمينة هانم خطاب من مصلحة الآثار المصرية، تخاطبها بشأن إرسال خبير للبحث والإطلاع على المخطوطات النادرة في مكتبة أنيس كامل، وهنا تجزع فاتن وترجو والدتها ألا تفرط في المكتبة، فهي الأثر الوحيد والتذكار الباقي من والدها، فتخبرها أمينة بأن هذا من رابع المستحيلات فهي أيضا حريصة كل الحرص على المكتبة.

يصل خبير مصلحة الآثار المصرية محمود بيه رامز، وقام بالدور محمود المليجي - في دور من عدة أدوار تعد على أصابع اليد، لم يقدم فيها دور الشرير المحبب إليه وإلى جمهوره ــ  إلى منزل أنيس كامل، ويبدأ في تفحص المكتبة ويسأل أمينة هانم عن بضعة مخطوطات ووثائق نادرة تحتاجها مصلحة الآثار وهي موجودة في مكتبة أنيس كامل.

ويبدأ محمود رامز في سؤال أمينة هانم عن كتاب “الوحدة الإسلامية” لــ جمال الدين الأفغاني، فتجيبه بأنه موجود في طبعته الأولى، طبعة باريز، ومن ثم يسألها أيضا عن كتاب “الفقه الأكبر” لـ أبي حنيفة، فتجيبه بأن الكتاب موجود في نسخته ذات الخط الكوفي. 

يسأل محمود أيضا مشيرا إلى أن: مصلحة الآثار يهمها الحصول على بعض خرائط للأندلس من العصر العباسي الثاني، فترد أمينة بأنها موجود بكمية لا بأس بها، ويعود يسألها عن كتاب “تاريخ الفن الإخشيدي”، فترد: للدكتور “شتوفين”؟، لافتة إلى أنها قد تعلمت اللغة الألمانية لتسطيع مطالعة الكتاب والذي قرأته أكثر من مرة بلغته الألمانية الأصلية.

ــ محاضرة عن “النيل” في مكتبة الأميرة فريال مصر الجديدة حاليا

ما يلبث محمود رامز أن ينهي مهمته، حتى تسأله أمينة إن كان قد اكتفى وعثر على ما يبحث عنه، فيجيبها بأنه مرتبط بموعد محاضرة سيلقيها في مكتبة الأميرة فريال ــ مصر الجديدة حاليا ــ عن نهر النيل ويدعوها لحضور المحاضرة.

ومن المحاضرة نفهم أنها تتعلق بمنابع النيل وأهميته لمصر، وفي مشهد لاحق نتعرف على "وجيه"، شقيق صديقة فاتن، وقد عاد من أمريكا لتوه بعد حصوله على درجة الدكتوراه بدرجة الامتياز عن استصلاح الأراضي الصحراوية للزراعة، ومع تقدم أحداث الفيلم نرى أن وجيه ومحمود رامز مع شريك ثالث لهما يدعى فريد، يبدأون في تنفيذ مشروع لزراعة أراض بور صحراوية معتمدين على أبحاث وجيه التي أنجزها.

يذكر أن مكتبة مصر الجديدة العامة، الأميرة فريال سابقا، كان الملك فاروق قد وضع حجر الأساس لها في عام 1945، وافتتحت في 20 نوفمبر من العام 1946، وقد أطلق عليها اسم الأميرة فريال، صغرى بنات الملك فاروق.