رئيس «الشيوخ»: مصر من أكثر الدول المعرضة لمخاطر التغيرات المناخية
ألقى المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس أمناء المحكمة العربية للتحكيم، اليوم، كلمة بمناسبة افتتاح المؤتمر العربي الأول للمناخ والتنمية المستدامة (الأخضر حياة) الذي تنظمه المحكمة.
ورحب رئيس مجلس الشيوخ بالحضور وعبر عن سعادته بإنشاء المحكمة العربية للتحكيم، معربًا عن أمله في أن تحقق المحكمة أهدافها بحل وحسم النزاعات التجارية والاستثمارية، التي تنشأ في سياق العلاقات العربية وأن تسهم في إيجاد نظام عربي موحد للتحكيم يأخذ مكانه بين أنظمة التحكيم الدولية والإقليمية ويساعد في دعم وتعزيز حركة التجارة والاقتصاد والاستثمار بين الدول العربية.
وأشاد بقرار مجالس الوحدة الاقتصادية العربية بانضمام المحكمة للعمل في نطاق المجالس كهيئة عربية مستقلة.
وأعرب عن خالص شكره للرئيس عبدالفتاح السيسي للرعاية الخاصة التي أولاها للمحكمة منذ اليوم الأول لإنشائها من منطلق دعمه المستمر للعمل العربي المشترك، لافتًا إلي تخصيص مقر دائم للمحكمة بمدينة العدالة بالعاصمة الإدارية الجديدة مما يساعدها على تحقيق أهدافها.
وأشار عبدالرازق، إلى أن تنظيم المحكمة لهذا المؤتمر الحيوي للمناخ والتنمية المستدامة كباكورة أعمالها يأتي في إطار أهداف المحكمة وخدماتها.
وأكد أن التغيرات المناخية الناجمة عن الاستخدام غير الرشيد للموارد الطبيعية والاعتداء المجحف والمستمر علي النظام البيئي فرض علي العالم بأسره تحديات متسارعة تعيشها الإنسانية اليوم بما كان إلزامًا معه علي جميع دول العالم من خلال دفع عجلة التنمية أن تسعي إلي تحقيق التوازن المطلوب بين الحفاظ علي مستويات التقدم المنشود من جانب وحماية حق الأجيال المستقبلية في بيئة سليمة من جانب آخر وهو ما اتفق علي تسميته بالتنمية المستدامة التي تراعي حقائق الواقع وتحدياته وتصون متطلبات المستقبل ورهاناته.
وأضاف أنه تم اعتماد الأهداف الإنمائية طويلة المدي لتحقيق التنمية المستدامة في إطار خطة عالمية من قبل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في سبتمبر2015، تحت عنوان: "تحويل عالمنا – خطة التنمية المستدامة لعام 2030"، والتي جاءت استكمالًا للأهداف الإنمائية للألفية.. التي تم تنفيذها منذ عام 2000 وحتي 2015.
وقال المستشار "عبدالرازق" إن مصر كانت من أكثر الدول المعرضة للمخاطر الناتجة عن تأثيرات التغيرات المناخية، علي الرغم من أنها من أقل الدول إسهامًا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالميًا، ورغم ذلك فقد أولت القيادة السياسية القضية اهتمامًا كبيرًا من خلال خطوات استباقية.
وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وجه الحكومة بتبني نهج يضمن مشاركة جميع أصحاب المصلحة المعنيين والمجتمع المدني، ومن هذا المنطلق فقد سعت المحكمة العربية للتحكيم بالتعاون مع مجالس الوحدة الاقتصادية العربية وشركاء التنمية من الهيئات والمؤسسات العربية والدولية علي إقامة هذا المؤتمر.
وأشار "عبد الرازق" إلى أن فعاليات المؤتمر ترتكز علي ثلاثة محاور رئيسية هي التشريعات والقوانين المتعلقة بالتنمية المستدامة والمناخ، ودور المؤسسات الدولية والعربية ومؤسسات المجتمع المدني في الحفاظ على التنمية المستدامة في ظل التغيرات المناخية، وأساليب مواجهة الانعكاسات الاقتصادية والصناعية على التنمية المستدامة في ظل التغيرات المناخية.
ولفت إلى إطلاق الحكومة المصرية بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسي في 19 مايو 2022 "الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050"، كأحد أركان ضمان جودة واستمرار مشاريع التنمية، والسعي نحو النجاة من كوارث التغيرات المناخية، وهو ما يعكس تلك الخطوات الكبيرة التي قطعتها مصر– ومازالت– علي طريق العمل المناخي علي المستويين المحلي والدولي لمواجهة أزمة تغير المناخ التي تشكل تهديدًا في مناحي الحياة كافة.
وتابع تعد ا الوطنية للتغيرات المناخية 2050 ثمرة تعاون مشترك بين جهات الدولة كافة، حيث تعكس هذه الاستراتيجية رؤية مصر في إدارة الملف المناخي بجوانبه المختلفة التي تأتي تزامنًا مع الاستعداد لاستضافة قمة المناخ (كوب 27) بمدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر القادم، مشيرًا إلى أن تلك الاستضافة جاءت ثمرة لجهود دبلوماسية رفيعة الأداء بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، معربًا عن أمله لهذه القمة بتحقيق الأهداف المنشودة منها لمصر وللعالم كله.