مكتبة البلد تستضيف حفل توقيع ومناقشة كتاب «فى سبيل الله والفوهرر».. اليوم
تستضيف مكتبة البلد، في السابعة من مساء اليوم السبت، حفل توقيع ومناقشة كتاب «في سبيل الله والفوهرر.. النازيون والإسلام في الحرب العالمية الثانية»، والصادر في نسخته العربية عن دار مدارات للأبحاث والنشر، من تأليف ديفيد معتدل، وترجمة محمد صلاح علي، وتناقش الكتاب المترجمة دكتورة هبة شريف.
يكشف كتاب «في سبيل الله والفوهرر»، للباحث ديفيد معتدل، كيف انخرطت القوات الألمانية على الأرض، في شمال أفريقيا والبلقان والجبهة الشرقية، مع جماعات مسلمة متنوعة، بما في ذلك المسلمين الغجر واليهود المتحولون إلى الإسلام، ومن خلال الجمع بين النقاش المدروس والتعامل المتقَن مع التفاصيل، فإنه يسلِّط الضوء على التأثير العميق للحرب العالمية الثانية على المسلمين في جميع أنحاء العالم، ويعرض رؤية جديدة لسياسات الدين في أكثر الصراعات دموية في القرن العشرين.
كيف حاول المسئولون الألمان الدعاية للرايخ الثالث
«في سبيل الله والفوهرر» هو أول وصف شامل لمساعي برلين الطموحة لتشكيل تحالف مع العالم الإسلامي، واعتمادًا على الأبحاث الأرشيفية في ثلاثِ قارَّات، يفسِّر ديڤيد معتدل كيف حاول المسئولون الألمان الدعاية للرايخ الثالث بوصفه نصيرًا للإسلام، ويستكشف سياسات برلين ودعايتها في ساحات الحرب الإسلامية، والعمل المكثَّف الذي قامت به السلطات النازيَّة في سبيل تعبئة المسلمين وتجنيدهم، وتقديم الرعاية الروحية والتلقين الأيديولوجي لعشرات الآلاف من المجنَّدين المسلمين الذين قاتلوا في صفوف القوات المسلحة الألمانية ووحدات الحماية النازية.
ومما جاء علي غلاف كتاب «في سبيل الله والفوهرر»، للباحث ديفيد معتدل نقرأ: «في أشدِّ مراحل الحرب العالمية الثانية حسمًا، قاتلت القوات الألمانية في مناطق متباعدة، مثل: صحراء الشمال الأفريقي وجبال القوقاز، وواجهت الحلفاء عبر أراض كانت تاريخيًًا في قلب ديار الإسلام وعلى أطرافها، وقد رأى المسئولون النازيون في الإسلام قوة سياسية هائلة، تشارك ألمانيا عداءها للإمپراطورية البريطانية، والاتحاد السوڨييتي، واليهود».
ومما جاء في كتاب «في سبيل الله والفوهرر» نقرأ: «كانت الشوارع مزدحمةً منذ الصباح على غير العادة، وازدان مدخل المدينة براية الصليب المعقوف وراية النبي الخضراء والهلال الإسلامي، وفي ساحة المدينة، أحاط إكليلٌ من الزهور بصورة لهتلر، وفي نهاية الطريق الرئيسي، كانت هناك لوحةٌ ضخمة تصوِّر جنود قراتشاي معتَلين ظهور خيولهم، رافعين رايات التحرير، واختلط القراتشيون والبلقار والقبرديون بغيرهم من الجماعات المحلية الأخرى في الشوارع، وتهيأت المدينة لاحتفالات عيد الفطر في أواخر شهر رمضان المعظَّم.
تهيأ المؤمنون للاحتفال في جميع أنحاء جبال قراتشاي، وقد كانوا لا يُمكَّنون من استشراف عيد الفطر علنًا تحت الحكم السوڤييتي، لكنهم مُكِّنوا الآن، للمرة الأولى بعد ربع قرن من تنظيم احتفالات دينية؛ ولحرصه على إحلال السلام في خطوطه الخلفية، ووعيه بأثر هذا الأمر على مزاج السكان، أمر الجيش الألماني بإبداء التسامح المطلق مع الفعالية؛ فأصبح الاحتفال علامة مميزة على الاختلاف بين الحكم السوڤييتي والحكم الألماني، وبالفعل، لم تفوِّت قيادة القوات المسلَّحة الألمانية فرصة تصوير ألمانيا على أنها محرِّرة سكان الجبال المسلمين؛ لذا لم يكن الاحتفال مجرد رمز للدين والإسلام، بل رمزًا للسياسة والتحرر من الحكم السوڤييتي كذلك».