تدفق الآلاف لإلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة إليزابيث
يقف الليلة الملك تشارلز وأشقاؤه في صمت أمام نعش والدتهم الراحلة الملكة إليزابيث، بينما يصطف الآلاف في طوابير تمتد أميالا لتوديع الجثمان.
وسينضم تشارلز وشقيقته الأميرة آن وشقيقاه الأميران آندرو وإدوارد إلى حرس الشرف في وقفة صامتة مدتها 15 دقيقة في قاعة وستمنستر بوسط لندن، حيث يرقد نعش والدتهم منذ يوم الأربعاء.
وقال متحدث باسم العائلة المالكة إن أحفاد الملكة الثمانية، ومن بينهم الأميران وليام وهاري، سيقفون وقفة صمت أيضا أمام نعشها مساء غد السبت.
وسيظل النعش في قاعة وستمنستر بلندن حتى الجنازة الرسمية يوم الإثنين لإتاحة الفرصة لعامة الشعب لتوديع الملكة الراحلة.
واصطف بالفعل عشرات الآلاف من مختلف الأطياف من بريطانيا ودول العالم في صبر لنيل فرصة المرور بجوار النعش. وبحلول صباح الجمعة، امتد الطابور لمسافة ثمانية كيلومترات وسينتظر الناس 14 ساعة كي
يصلوا إلى القاعة.
وقالت الحكومة إن الطابور، الذي يمتد على طول الناحية الجنوبية لنهر التيمز، اكتمل وتعين إيقاف الدخول من هذا الجانب مؤقتا.
ويتوقع المسئولون أن يلقي حوالي 750 ألفا النعش قبل انتهاء عرضه في الساعة 6.30 بالتوقيت المحلي من صباح يوم الإثنين.
ومن بين المصطفين بالطابور، وقف مالكولم كيت "78 عامًا" من جنوب إنجلترا مع ابنتيه لمدة عشر ساعات تقريبا.
وقال لـ"رويترز" وهو قرب مقدمة الطابور بعد الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي "نريد فقط أن نعبّر عن احترامنا وشكرنا.. كانت سيدة رائعة خدمت البلاد على نحو جيد جدا وبإخلاص شديد لسنوات طويلة جدا، وعلينا أن نكون جميعا في غاية الامتنان".
وقبل الوقفة الصامتة المقررة الساعة 7.30 مساء سيسافر تشارلز وزوجته كاميلا إلى ويلز. وستمثل الرحلة نهاية جولة في المملكة المتحدة حضر تشارلز خلالها مراسم للاعتراف بوضعه كملك جديد ورئيس للدولة، ولتحية المعزين في وفاة والدته التي جلست على عرش المملكة لسبعين عاما وتوفيت الخميس الماضي عن عمر ناهز 96 عاما.
من ناحية أخرى سيتفقد وليام، نجل تشارلز وأمير ويلز الجديد، القوات المقبلة من نيوزيلندا وكندا وأستراليا إلى بريطانيا للمشاركة في فعاليات الجنازة الرسمية.
وسترافقه زوجته كيت، أميرة ويلز الجديدة. وسبق أن حملت اللقب الأميرة ديانا، والدة وليام التي رحلت في حادث سيارة عام 1997.
كانت وفاة ديانا قد فجّرت هي الأخرى مشاعر حزن جارفة في البلاد. وتحدث وليام، أمس الخميس، عن كيف أن الأحداث الحزينة في الأيام الماضية أحيت ذكرى جنازة والدته.
وسار وليام، يوم الأربعاء، جنبًا إلى جنب مع أبيه تشارلز وشقيقه الأصغر هاري في موكب خلف عربة مدفع تحمل نعش الملكة من قصر باكنجهام إلى قصر وستمنستر، في مشهد يعيد إلى الأذهان سير الأخوين خلف نعش الأميرة ديانا قبل 25 عاما حينما كانا في سنوات الصبا.
وفي حديثه هو وزوجته كيت مع المعزين، قال وليام "مسيرة أمس كانت تحديًا.. أحيت بعض الذكريات".
وفي تعديل للبروتوكول، سيسمح لكل من الأمير هاري وعمه الأمير آندرو بارتداء الزي العسكري في أثناء الوقفة الصامتة أمام نعش الملكة.
وعلى الرغم من كونهما من قدامى المحاربين، ظهر الاثنان في زي رسمي مدني خلال المراسم إذ فقدا ألقابهما العسكرية الفخرية عند التخلي عن واجباتهما الملكية العامة.
وقال متحدث باسم قصر كنسينجتون إن أحفاد إليزابيث الثمانية سيقفون في صمت بجانب نعشها لمدة 15 دقيقة مساء غد السبت وسيكون وليام على رأسهم وهاري في النهاية.
وتابع المتحدث "بناء على طلب الملك، سيرتدي الاثنان الزي العسكري". وأضاف أن زوجتيهما لن تشاركا في الوقفة الصامتة.
ويأتي رؤساء دول ورؤساء وزراء وأفراد من العائلة المالكة من جميع أنحاء العالم إلى لندن لحضور الجنازة المرجح أن تكون واحدة من أكبر المراسم التي تشهدها العاصمة البريطانية على الإطلاق، والتي يشارك فيها آلاف العسكريين.
وأعلن مطار هيثرو في لندن أنه سيلغي 15 بالمئة من رحلاته المقررة يوم الإثنين للحد من الضوضاء فوق العاصمة البريطانية وضمان هدوء الأجواء خلال دقيقتي الصمت حدادًا في نهاية الجنازة.
وأُعلن يوم الإثنين عطلة عامة. وستغلق العديد من المتاجر أبوابها كما ستتوقف مجموعة من الأنشطة الاقتصادية الأخرى.
ويواجه الآلاف إلغاء مواعيد مع أطباء أو تأجيل عمليات.