يتذكرهما اللاتين في مصر.. من هما كورنيليوس البابا وقبريانُس الأسقف؟
تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بتذكار القدّيسَين كورنيليوس، البابا وقبريانُس، الأسقف الشهيدَين، وقالت الكنيسة عن الامر: «انتُخبَ كورنيليوس أسقفاً على روما عام 251. قاوم الهراطقة (النوفاتيين)، وأعانه في ذلك قبريانوس، فثبت سلطته في روما، ونفاه الإمبراطور غالوس، وتوفي في المنفى عام 253، ثم نقل جثمانه الى مدافن كالِستُس في روما».
«بينما ولد كبريانس في قرطاجة في نحو 210 من أسرة إفريقية، اهتدى إلى الإيمان وسيم كاهنًا ثم أسقفاً على المدينة عام 249، أحسن إدارة كنيسته بأعماله وكتاباته في الظروف الصعبة التي مرت بها، نُفي في عهد الإمبراطور فالريانس، ثم استشهد عام 258 في 14 سبتمبر».
وألقت الكنيسة بهذه المناسبة عظة قالت خلالها: "طوبى لِلْمَحزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون" بهذه الكلمات أراد الرّب يسوع أن يفهمنا أنّ طريق الفرح تمرّ بالدّموع، بواسطة الألم نذهب نحو التّعزية، إن فقدنا حياتنا نجدها، إن رذلناها امتلكناها، وإن أبغضناها أحببناها، كما إنّنا إذا احتقرناها نحظى بها، إن شئت أن تعرّف من أنت وتمتلك نفسك، الجأ إلى داخلك، ولا تبحثّ عن نفسك في الخارج، ادخل إلى حيث أنت حقًا، إلى ذاتك أيها الخاطئ، أدخل إلى قلبك. في الخارج، أنت كائنٌ حيواني، على صورة العالم، بينما في الداخل، أنت إنسان على صورة الله إذًا أنت قادرٌ أن تصير مُمَجَّدًا.
لذلك أيّها الإخوة، ألا يكتشف الإنسان ذاته عندما يرجع إلى نفسه، كما فعل الابن الضال، في أرض غريبة ونائية، حيث جلس وبكى إذ تذكّر أباه ووطنه؟... آدم "أَينَ أَنْتَ؟ "، ربما، أنت ما زلت في الظلمة لأنّك لم تبك حتى الآن، أنت تخيط بأوراق الغرور ثيابًا تستر بها خزيك ناظرًا إلى ما يحيط بك وإلى ما هو لك، لأن عينيك انفتحتا على معرفة هذه الأمور، لكن عد إلى داخلك، إلى نفسك، وتأمل وضعك فهنا تجد السبب الأكبر للخجل من ذاتك، أنه أمرٌ أكيدٌ أيّها الإخوة: نحن نعيش غرباء عن ذواتنا، لذلك يدعونا الرّب قائلاً: "الغَمُّ خَيرٌ مِنَ الضَّحِك لأَنَّهُ بِعُبوسِ الوَجهِ يُصلَحُ القَلْب"، أعني أنّه يدعو الإنسان الخارج عن ذاته إلى العودة إلى أعماقه، إذ قال: "طوبى لَكُم أَيُّها الباكونَ الآن فسَوفَ تَضحَكون" ثم أضاف في مكان آخر: "الوَيلُ لَكُم أَيُّها الضَّاحِكونَ الآن فسَوفَ تَحزَنونَ وتَبكون".
أيّها الإخوة، فلنتنهد بحضرة الرّب وليغفر لنا ويسامحنا بسبب رحمته، طوبى لِلْمَحزُونين وللباكين لا لأنّهم يبكون، بل لأنّهم يعزّون، فالدموع هي الطريق والتعزية هي السعادة الأبديّة.