صورة وتعليق.. القديس حبيب جرجس في عزاء البابا مكاريوس الثالث
نشر المؤرخ الكنسي المعاصر ياسر يوسف غبريال صورة نادرة للقديس الأرشذياكون حبيب جرجس، مؤسس مدارس الأحد والكلية الإكليركية، والذي اعترفت الكنيسة به كقديس من قديسيها في عصر البابا تواضروس الثاني، أثناء تواجده في سرداق عزاء البابا مكاريوس الثالث في أول سبتمبر 1945.
ويظهر بجواره في الصورة حبيب باشا المصري ثم مقصود بك قوسة ثم إبراهيم باشا المنياوي وكان وقتها سكرتير المجلس الملي.
حبيب جرجس
وُلِدَ سنة 1876 وصار أشهر واعظ في جيله بعد القمص فيلوثيؤس إبراهيم، وكان في وَعْظه جهوري الصوت، قويًّا، غزير المعلومات، يؤثِّر في سامعيه، وقام بإنشاء جمعيات خيرية جديدة، كما قام بتشجيع الجمعيات القائمة وأنشأ جمعيات أخرى للوعظ.
ومرَّ وقت كان فيه حبيب جرجس هو المعلم الأول حتى أخرج للكنيسة جيلًا من المعلمين. وشمل عمله في التعليم الكلية الإكليريكية ومنابر الكنائس والجمعيات، كما علَّم بقلمه من خلال الكتب التي ألَّفها. وتعتبر مدارس التربية الكنسية من أهم ميادينه في التعليم.
هذا وأصدر حبيب جرجس مجلة الكرمة، كما أصدر أكثر من ثلاثين كتابًا في شتى العلوم الدينية: في الروحيات والعقيدة والتاريخ والإصلاح الكنسي، وأصدر أيضًا كتبًا في الترانيم وفي الشِّعر.
مدارس الأحد
أنشأ مدارس الأحد سنة 1918 لتعويض النقص الذي يعانيه الطلبة الأقباط في دراسة مادة الدين في المدارس الأميرية وبعض المدارس الأهلية. فإنه وإن كان قد نجح مرقس بك مليكة في تقرير دراسة الدين المسيحي في المدارس الأميرية سنة 1908. لكن عدم وجود أساتذة متخصصين واعتبار مادة الدين إضافية أدى إلى إهمال تدريسه.
حددت اللجنة العُليا لمدارس الأحد هدفها الذي تركز في خلق جيلٍ محبٍ للكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحي بروح وطني، مع الاهتمام بالرحلات الدينية والخلوات الروحية. تقدمت مدارس الأحد بسرعةٍ فائقةٍ، فصار لها في سنة 1935: 20 فرعًا بالقاهرة، 18 بالوجه البحري، 44 بالوجه القبلي، 30 بالسودان.