الكنائس المصرية تصلي لأجل البيئة ورعاية الطبيعة
أقام مركز "أنافورا"، بيت الكنيسة القبطيّة الصّديق للبيئة، في وادي النطرون، مصر، احتفالًا بيئيًّا مسيحيًّا، وذلك تحت رعاية وإشراف الأنبا توماس، مؤسّس مركز "أنافورا" وأسقف القوصية ومير أسيوط.
حضر الاحتفال عدد من الكهنة والمهتمّين بالقضيّة البيئيّة الكنسيّة، وشارك فيه مجلس كنائس مصر، الدكتور جرجس صالح، الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والقسّ رفعت فكري، الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، رئيس مجمع مشيخة القاهرة الإنجيليّ، ورئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونيّة في الكنيسة الإنجيليّة في مصر.
من قلب طبيعة "أنافورا"، المميّز بطابعه البسيط في التصميم وطريقة الحياة المستدامة، افتُتح اللّقاء بنغمات موسيقيّة، وبكلمة ترحيبيّة للأنبا توماس شدّد فيها على اهتمامنا الواحد بالطبيعة وخليقة ربّنا لأنّ الله يتكلّم معنا من خلال خليقته، مضيئًا على شعار "موسم الخليقة" لهذه السّنة وهو العلّيقة المشتعلة، لا سيّما وأنّ الله تحدّث مع موسى من خلال العلّيقة.
تخلّل الاحتفال برنامجًا باللّغات العربيّة والإنكليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة، تضمّن تلاوة الصّلوات من كتيّب "موسم الخليقة" 2022 العالميّ الّذي تولّى مجلس كنائس الشرق الأوسط تعريبه للسّنة الثانية على التوالي، إضافةً إلى أداء الترانيم والأناشيد المختلفة ممجّدة الخالق ومسبّحة اسمه القدّوس شاكرين الله على كلّ خليقته ونعمه.
كما أُلقيت كلمات عدّة تعبّر عن مدى أهميّة الإعتناء بخليقة الله والإستماع إلى صوته عبرها، وعن ضرورة العمل والمساهمة الفعّالة في الاهتمام بالخليقة والحفاظ عليها.
هذا وتمّت أيضًا قراءة ميثاق مركز "أنافورا" والإجراءات الّتي يتّخذها في سبيل العيش بطريقة مستدامة تحمي الخليقة وكلّ ما فيها.
في كلمته، قدّم الدكتور جرجس صالح لمحة تاريخيّة عن "موسم الخليقة" وكيف أطلقه مجلس كنائس الشرق الأوسط في المنطقة، مشيرًا إلى أنّه يتمّ الإحتفال به للمرّة الأولى في مصر.
كما شدّد على أهميّة الصلاة قائلًا أنّها "خبرة قويّة وأداة ترفع من الوعي وتعزّز تبادل العلاقات والخدمات، لقد وضع الله الإنسان والحياة معًا تحت قبّة واحدة في بيت واحد، نحن جميعًا في هذا البيت في مسكونة الربّ".
وأضاف "كلّ مخلوق ينتمي إلى مجتمع الأرض، والجماعة بكاملها تنتمي إلى الخالق، لذلك الكلمة اليونانيّة الّتي تعبّر عن المجتمع الأرضي هي Oikos، ومنها اشتقّت كلمة Oikoumene أو Ecumenical أي مسكونيّ، والّتي تصف بيتنا المشترك أي الأرض الّتي هي ملك للربّ وكلّ مخلوق ينتمي إلى هذا البيت الواحد، الهدف هو الحفاظ على العالم وقد أعطانا الله مهمّة الاهتمام بالخليقة".
وتابع: "إنّها وصيّة للجميع أن نحافظ على هذا الكون، إنّ الله أعطى البشريّة مهمّة خاصّة ألا وهي العناية بالخليقة و الأرض".