اعتراف منقوص.. ماذا تعني نتائج تحقيقات إسرائيل حول مقتل شيرين أبو عاقلة؟
بعد أربعة أشهر من المراوغات، اعترف الجيش الإسرائيلي بشكل ليس صريح تماما أنه مسؤولاً عن مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، واستخدم الصيغة التالية في الاعتراف: أصيبت باحتمالية عالية – بنار جندي إسرائيلي من وحدة المستعربين “دوفدفان”.
اعتراف الجيش الإسرائيلي – المتأخر- سبقه جملة اتهامات من قبل جهات متعددة، مثل قناة الجزيرة ومفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، شبكة الـ “سي إن إن”، وكذلك صحيفة "نيويورك تايمز".
اعتراف بعد إنكار
قبل الاعتراف الأخير للجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن مقتل “شيرين”، كانت هناك عدة تصريحات تتنصل من مسؤولية إسرائيل في مقتل "أبو عاقلة" بدأت منذ اليوم الأول لمقتلها، حيث صرح الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ران كوخاف أن "المسافات تبين أنها أصيبت على ما يبدو بنار فلسطينية، لكني أقول هذا بحذر إذ إننا لم ننه الفحص بعد”.
بعد يومين قالت مصادر في الجيش الإسرائيلي أنه يحتمل أن تكون "شيرين" أصيبت بنار الجيش لكنهم تحفظوا، وأضافوا بأنه “لا يمكن تحديد مصدر النار التي قتلت بها”.
والآن، حسب نتائج التحقيق، إن هناك احتمالات مرتفعة أن تكون "شيرين" قتلت من قبل جندي من وحدة المستعربين “دوفدفان” الذي أطلق النار عليها بالخطأ من وراء فوهة إطلاق النار في سيارة محصنة من طراز دافيد بواسطة بندقية رصاص مزودة بموجه تلسكوبي.
في الوقت نفسه، فإن الاعتراف الإسرائيلي لايستبعد أيضاً أن تكون أبو عاقلة أصيبت بنار فلسطينية، وحتى هذه اللحظة لاتوجد أنباء عن فتح تحقيق ضد من أطلق النار عليها.
نتائج التحقيق
الطريقى التي تم عرضت بها نتائج التحقيق، تريد أن تروج أن الجندي الإسرائيلي من الوحدة الخاصة “دفدفان” قد تشوش الأمر عليه، واعتقد بأن الصحفية شيرين أبو عاقلة هي مسلح فلسطيني وذلك بسبب الخوذة التي توجد على رأسها والسترة الواقية التي كانت ترتديها.
والحقيقة، أن الجندي وبحسب معلومات عن تسليحه فإن لديه منظار بإمكانه تكبير الهدف بأربعة أضعاف، وهنا ما يجعل الرواية بأن القتل بغير عمد ليست قوية، ويرجح بالنسبة لكثيرين أن قتل "ِشيرين" تم عن قصد.
فإذا كان الحديث يدور عن "تشويش" الجندي فعلاً، وعن تلقيه أوامر بإطلاق النار، فإن هذا يعني أن الجيش الإسرائيلي لايفحص أهدافه بالدقة المطلوبة قبل تصفيتها ويعارض رواية الجيش الإسرائيلي التي يرويها عن نفسه بأن لديه تقنيات عالية لفحص الأهداف بدقة، وأن الأخطاء واردة ولكن نسبتها ضعيفة.
وإذا كان فعلاً تم القتل عن طريق الخطأ وبدون فحص دقيق للهدف من قبل "مطلقي أوامر إطلاق النار" فإن هذا ينم عن استهتار واضح بحياة الفلسطينيين إلى حد أن قتل أي شخص دون تقصي لا يشكل أزمة أخلاقية كبيرة لديهم.
في كل الأحوال، ورغم الاعتراف الإسرائيلي المنقوص بالتورط في مقتل الصحفية الفلسطينية، فإن الأثر الذي تركه الإنكار ثم الاعتراف الثغرات جميعها تزيد من إدانة الجيش الإسرائيلي.