أحاديث الإفك
أتابع دائماً تلك الأحاديث والشائعات التى تتعرض لها البلاد، والتى تختلف من فترة إلى أخرى حسب اهتمامات الرأى العام بالقضايا التى تدور على الساحة، حيث يسعى المتآمرون وأعداء الوطن إلى تناول تلك الموضوعات بالشكل الذى يؤجج الشارع المصرى ويثيره.
وأحياناً يؤدى إلى حالة من التشكيك فى مصداقية الدولة، على الرغم من أننا جميعًا نعيش فترة إنجازات غير مسبوقة، كما أننا نعيش فترة أزمات اقتصادية غير مسبوقة، ولكنها أزمات طالت العالم كله وليس مصر وحدها.
نشهد هذه الأيام حملات مكثفة للفتنة والتحريض المشمولة بكل مفردات الأكاذيب والشائعات والافتراءات مستغلة فى ذلك تداعيات الأزمات العالمية متصورين أن ذلك سوف يؤدى إلى تعطيل مسيرة العمل الدائرة منذ عدة سنوات من أجل إعادة بناء وتثبيت قواعد القوة الذاتية لمصر.
ولا شك أن الهدف الواضح من تلك الحملات هو محاولة تسريب حالة من اليأس فى نفوسنا وتوقف دوران عجلة الإنتاج والبناء والتنمية التى توفر الكثير من فرص العمل فى المشروعات المختلفة.
ولعل من أهم أسباب تزايد تلك الحملات حاليًا محاولة التأثير على الموقف المصرى الواضح داخليًا وخارجيًا وابتزاز مصر لتغيير ثوابتها ومواقفها، متصورين فى ذلك أن الشعب المصرى سوف يثور على دولته ويسعى إلى تدمير ما تم إنجازه بنجاح منقطع النظير خلال السنوات السابقة.
وسرعان ما تتناول القنوات الفضائية التى فتحت أبوابها للمتطرفين والخونة لنشر الادعاءات والمزاعم المغرضة البعيدة عن المهنية الإعلامية فى محاولات مريضة لدعم عناصر الطابور الخامس والمأجورين وإعادتهم مرة أخرى لتصدر المشهد مستغلين فى ذلك انشغال فئة كبيرة من المجتمع المصرى بموضوعات ليس لها معنى أو مجال فى مجتمعنا حاليًا.
حيث نجد البعض يستغل الخلافات بين أكبر الأندية الرياضية فى مصر والبعض الآخر يتحدث عن المرأة ودورها داخل الأسرة بهدف إحداث شرخ فى الروابط الأسرية.
كما وجدنا أن لغة الحوار قد تصاعدت ووصلت إلى حد التلاسن وجرح المشاعر ومحاولة تصفية حسابات أو تحقيق مصالح لا نعلمها... وسرعان ما نجد أن تلك الخلافات قد انتقلت من وسائل التواصل الاجتماعى إلى شاشات وبرامج الفضائيات المختلفة التى تحاول أن تنقل ما يحدث من الاختلافات السياسية وقضايا الزواج والطلاق وحوادث القتل بين الشباب على اعتبار أن ذلك يمثل وضع المجتمع المصرى حاليًا، وهو الأمر الذى يؤدى إلى التأثير السلبى على مصالح البلاد، خاصة فى مجالى الاستثمار والسياحة.. وقد أشار مؤخرًا السيد رئيس الوزراء إلى ذلك موضحاً أن هناك 150 مقالاً مدفوعاً فى صحف عالمية بهدف نقل صورة سلبية عن مصر وعن الإنجازات والنجاحات التى حققتها الدولة خلال السنوات الثمانية السابقة.. كما سبق أن نبه السيد الرئيس مرارًا وتكرارًا إلى ضرورة قيام أجهزة الإعلام المصرى بالتصدى لتلك المحاولات.
هناك فارق كبير بين النقد الهادف والبناء وبين النقد الهدام .. فالنقد الهادف يراد به تحسين الصورة وعطائها ويمثل دافعًا للتقدم إلى الأمام دون إثارة الشائعات أو ترويج الأكاذيب ودون تقليل من حجم الإنجازات وحقيقتها، وذلك يتم من خلال الأسلوب اللائق والمعطيات الحقيقية والمعلومات الصحيحة إذا توافرت.. وهنا يكون من الواجب علينا أن نهتم ونتدارس تلك الأفكار ونحاول الاستفادة منها أو توضيح الأسباب التى على أساسها تم اتخاذ القرارات المختلفة.. أما النقد الهدام فهو غالبًا ما يصدر عن نفوس ضعيفة وكراهية شخصية بلا هدف إلا الإساءة والتقليل من شأن الغير أو الانتقام منه والتهوين من إنجازات الدولة.
لقد مرت بلادنا بالعديد من الأزمات وربما كانت أكثر صعوبة مما نحن عليه الآن ونجحنا فى اجتيازها.. ومن هنا يجب أن ندرك قوتنا فى مواجهة الأزمات والتحديات بإرادة شعبية صلبة تعززت دائمًا بخطوات وإجراءات حكومية رشيدة ترتكز على رؤية صائبة للمعطيات المحيطة بها، وعلينا أن نتكاتف جميعًا لمواجهتها بأساليب وخطط مدروسة وبخطوات واضحة نشترك جميعا فى وضعها بما فى ذلك المواطن الذى يعانى الصعوبات الاقتصادية والتحديات الحياتية حتى نغلق الباب على كل من يحاول استغلال ذلك ضد مصلحة الوطن.. ومن هنا فإننى سوف أستمر فى الدعوة إلى تكثيف جهود أجهزة الدولة المعنية لنشر الوعى والاهتمام بالتوعية فى كل مجالات ومناحى الحياة.. وللحق فإننى أرى بالفعل إرهاصات إيجابية تسير فى هذا الاتجاه من قبل العديد من مؤسسات الدولة يدعمها فى ذلك تلك المساحة الواسعة من الثقة والحب الذى يكنه المواطن العادى للرئيس عبد الفتاح السيسى، والذى يتمتع بمصداقية حقيقية مهما يحاول أعداء النجاح والوطن ادعاء غير ذلك.
لن تتوقف أحاديث الزيف والخداع والإفك.. ولن تتوقف محاولات إسقاط الدولة المصرية والتشكيك فى قدرتها على مواجهة الأزمات.. ولكننى على يقين أن الشعب المصرى على قلب رجل واحد ولن يسمح بسقوط دولته ولن يتنازل عن شرف الدفاع عن أرضه وسيبقى الوطن دائمًا مرفوع الهامة صلبًا قويًا فى مواجهة الأزمات ومواجهة أحاديث الإفك بإذن الله.. وتحيا مصر.