في ذكراه.. الكنيسة: الأنبا برسوم دفن في دير شهران ولهذا لقب بالعريان
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بذكرى نياحة أنبا برسوم العريان
وقال كتاب التاريخ الكنسي «السنكسار» الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط يوميًا والذي يحتوي على الوقائع والأحداث والتذكارات المهمة في التاريخ الكنسي، إنه وفي مثل هذا اليوم من سنة 1033 ش تنيح القديس العظيم الكامل في محبة الله الأنبا برسوم العريان . ولد بمصر وكان والداه يسمي الوجيه مفضل كاتب الملكة شجرة الدر، وأمه من عائلة التبان ولما تنيح أبواه استولي خاله على كل ما تركاه له فلم ينازعه بل ترك العالم وعاش عيشة الأبرار السواح خارج المدينة خمس سنوات يقاسي حر الصيف وبرد الشتاء ولم يكن يلبس سوى عباءة من الصوف مقتديا في ذلك بالقديس الأنبا بولا أول السواح، ثم حبس نفسه في مغارة داخل كنيسة القديس مرقوريوس أبي السيفين مدة عشرين سنة ملازما الأصوام والصلوات ليل نهار بلا فتور وكان في تلك المغارة ثعبان هائل فعند دخوله رأى هذا الثعبان فصرخ قائلا: "يا ربي يسوع المسيح ابن الله الحي إن أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوات العدو أنت الذي وهبت الشفاء لشعب إسرائيل الذين لسعتهم الحيات عندما نظروا إلى تلك الحية النحاسية فالآن أنظر إليك يا من علقت على الصليب كي تعطيني قوة بها أستطيع مقاومة هذا الوحش"، ثم رسم ذاته بعلامة الصليب وتقدم نحو الثعبان قائلا: "تطأ الأفعى والحيات وتدوس الأسد والتنين، الرب نوري ومخلصي ممن أخاف، الرب ناصر حياتي ممن أجزع"، ثم قال للثعبان: "أيها المبارك قف مكانك" ورسم عليه بعلامة الصليب وطلب من الله أن ينزع منه طبعه الوحشي ولم ينته من صلاته حتى تحول الثعبان عن طبعه وصار أليفا، فقال له القديس: "من الآن يا مبارك لا تكون لك قوة ولا سلطان أن تؤذي أحدا من الناس بل تكون مستأنسا ومطيعا لما أقوله لك"، فأظهر الثعبان علامة الخضوع والطاعة وصار مع القديس كما كان الأسد مع دانيال النبي في الجب.
ثم طلع القديس من المغارة إلى سطح الكنيسة وأقام صابرا على الحر والبرد في الصيف والشتاء حتى اسود جلده من كثرة النسك والعبادة ولبث على ذلك نحو خمس عشرة سنة، وفي أيامه لحق بالشعب المسيحي اضطهاد عظيم إذ أغلقت الكنائس وألزم المسيحيون بلبس العمائم الزرقاء، أما هذا القديس فان الوالي قبض عليه وضربه كثيرا ثم سجنه، ولما أفرج عنه ذهب إلى دير شهران، وأقام فوق سطح الكنيسة وزاد في نسكه وتقشفه ولم يستبدل عمامته البيضاء وكان حكام ذاك الوقت من أمراء وقضاة وغيرهم يزورنه ويرون عمامته البيضاء ولم يجسر واحد منهم أن يلزمه بلبس العمامة الزرقاء لان قوة الله كانت معه، وقد أكثر القديس من الطلبة والتضرع إلى الله حتى رد غضبه عن شعبه ولما أكمل سعيه تنيح في شيخوخة صالحة في سنة 1033 للشهداء الأبرار وكان عمره إذ ذاك ستين سنة فدفنوه في دير شهران.