بالتزامن مع اليوم العالمى لمنعه.. أشهر حالات الانتحار بين المثقفين
يتزامن اليوم، مع اليوم العالمي لمنع الانتحار، وهو اليوم الذي أقرته منظمة الصحة العالمية في العام 2003، بالتعاون مع الرابطة الدولية لمنع الانتحار، وهو يوم توعية من أجل منع حالات الانتحار حول العالم والحد منها.
وفي كتابه «شهقة اليائسين.. الانتحار في العالم العربي»، يتناول مؤلفه الدكتور ياسر ثابت، ظاهرة الانتحار في العالم العربي، ويكشف بالحقائق والأرقام مدي تفشي هذا الفعل الذي يعكس أزمة في مجتمعاتنا العربية.
ويحلل «ثابت» الأسباب النفسية والاجتماعية والسياسية التي تقف وراء انتشار الانتحار في العالم العربي، وينتقل منها إلي أبرز أسماء المنتحرين في ثقافتنا وغيرها من الثقافات الذين تنوعوا بين علماء ومفكرين وفنانين لم يجدوا بيننا متسعًا لهم فقرروا الانسحاب إلى العالم الآخر طارحين وراءهم عالمنا بما فيه.
يقول «فرانز كافكا»: «إن المقدم علي الانتحار هو ذلك السجين الذي يراهم يعدون له منصة الإعدام في الساحة ويعتقد أن هذا قدره يقرره بنفسه، يهرب في الليل من زنزانته، ينزل إلي الساحة ويشنق نفسه».
أما «ألبير كامو» فيرى أن: «الانتحار يتم في سكون القلب مثل عمل فني عظيم»، ويتفق معه مواطنه أنوريه دي بلزاك، إذ يعتبر أن «كل انتحار هو نظام راق للحزن».
أشهر المنتحرين بين الفنانين والمثقفين
ويوضح «ثابت»: تلك الجاذبية القاتلة للانتحار تركت بصمتها الراسخة علي لحظة الختام في حياة كثير من المبدعين، بدءا من رسام المنمنمات الهندي «داسوانت»، والمهندس المعماري الإيطالي فرانشيسكو بوروميني، ومرورًا بالرسام البربطاني روبرت فاجان، والرسامة الفرنسية كونستانس ماييه، وانتهاء بالرسام الياباني كازان واتانابي، والرسام الهولندي فنسنت فان جوخ.
بعض المنتحرين من المشاهير، من الكاتب الياباني يوكيو ميشيما إلى المغنية الإيطالية داليدا، ومن الروائي الأمريكي إرنست هيمنجواي، إلى الشاعرة الأمريكية آن سيكستون، ومن الشاعر الروسي فلاديمير ماياكوفسكي، إلى المؤلفة القاصة الإنجليزية فرجيينا وولف، وجدوا أنها رسالتهم الأخيرة وردهم علي حياة لم تعد محتملة.
ومن ملابسات انتحار يوكيو ميشيما في قاعدة إيجيجايا العسكرية، في 25 نوفمبر سنة 1970، والي حصل بالسيف وفقًا لطريقة «السييبوكو» أو «الهاراكيري»، وقبل دخوله القاعدة العسكرية، نظم يوكيو ميشيما، «قصائد الموت» التي تعد تقليدًا متبعًا ضمن طقوس الانتحار في اليابان، ويري مترجم أعمال يوكيو ميشيما وكاتب سيرته الذاتية جون ناثان أن تنفيذ طقوس الانتحار طالما حلم بها هذا الأديب الياباني.
ويضيف «ثابت» في كتابه «شهقة اليائسين»: «ومن الأسماء العالمية أيضًا الكاتب والروائي الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا، الذي نال جائزة نوبل للآداب عام 1968، وبعدها بأربعة أعوام قرر الانتحار بخنق نفسه بالغاز، في ظل أحادث عن تأثره بصدمة انتحار تلميذه وصديقه يوكيو ميشيما، وقصة حب فاشلة، واكتشاف إصابته بمرض باركنسون».
الكاتبة الأرجنتينية الشهيرة «مارتا لينش» انتحرت في منزلها في 8 أكتوبر 1985، بعد أن طالها الإحباط، حين رأت أن الزمن بدأ يتلاعب بملامحها مع تقدم الزمن، فلم تحتمل ما رأته، وتناولت مسدسها وانتحرت، وقد أفاد زوجها أنها كانت على صراع مرير مع تقدم السن قبل انتحارها بعشرين سنة، ويبدو أنها خرجت في النهاية بلا أمل.
ومن حالات الانتحار القاصة الإنجليزية فرجيينيا وولف التي ألقت بنفسها في النهر، بعد أن تركت لزوجها رسالة مما جاء فيها: «إنني علي يقين من أنني أرجع لجنوني من جديد. أشعر أننا لا يمكن أن نمر في فترة أخرى من هذه الفترات الرهيبة، وأنا لن أشفي هذه المرة. أبدأ بسماع أصوات، ولا يمكنني التركيز، ولذا سأفعل ما يبدو أنه أفضل شئ يمكن القيام به… لا أستطيع أن أواصل إفساد حياتك أكثر من هذا، لا أعتقد أن شخصين من الممكن أن يكونا أكثر سعادة مما كنا نحن».