أسرة قتيل أسوان تروى تفاصيل الواقعة وتطالب بالقصاص (فيديو)
مع دقات الساعة الـ 3 فجرًا وحالة الهدوء التي كانت تسود قرية الغنيمية بمركز إدفو شمال أسوان بأكملها كانت هناك خطوات غريبة لعدد من الأشخاص لمنزل مزارع وأسرته، حيث أنهم حرصوا على إخفاء ملامحهم بأقنعة لونها أسود حتى لا يتمكن أي شخص من التعرف عليهم، وتسلقوا حوائط المنزل وبشكل مفاجئ قفزوا جميعهم إلى الداخل، ولم يكتفوا بهذا فقط بل أنهم اعتدوا على صاحب المنزل وعند عدم استجابته لمطالبهم، ضربوا زوجته المريضة وأولاده أمام عينيه، وأثناء الدفاع عنهم تلقى طلقات نارية وطعنات في مناطق متفرقة أنهت حياته.
وتلخصت آخر ساعات المجنى عليه في هذه الدنيا وقبل وفاته في حضوره لحلقات الذكر برفقة أهالى بلدته وأقاربه التي كان يحييها الشيخ ياسين التهامي والابتسامة تملأ وجهه نظرًا لحبه الشديد للحلقات الدينية، ولم يكن على دراية انها ليلته الأخيرة، وكانت بمثابة وداع لجميع محبيه.
التقت "الدستور" بأسرة المزارع "ربيعي بدري" المجنى عليه ليحكوا كواليس مقتله على يد مجهولين، إثر تلقيه طلقات نارية وطعنات متفرقة في جسده.
"انا كنت نايمه انا وابني على سرير وجوزي على سرير بره في حوش المنزل، احنا ونايمين ولدي صحي لقيهم نازلين علينا من الحيطة انا كنت نايمة مش حاسه بحاجه، قومت من النوم لقيت واحد ماسك السكينة على رقبتي وبيقولي هاتي الفلوس".. هكذا بدأت سعاد أحمد حسن، زوجة المجنى عليه، حديثها لـ"الدستور".
وأضافت أنها كانت تظن الذى تمر به مجرد حلم فقط وليس واقع مطلقًا، ولكنها سمعت ابنها يقول له ان يتركها نظرًا لأنها مريضة وتغسل كلي وقتها بدأت تستوعب أنه واقع، ولكنه رفض المجهول تركها حتى ضربه نجلها بعصا وقتها فر حتى يستطيع أن يمسك نجلها وتركها، مشيرة إلى أنها نجلها تخبأ منه في غرفة مظلمة وهي أيضًا هربت لتختبأ في غرفة أخرى.
وأوضحت أنه بعد هروبها توجه إليها في الغرفة الموجودة بها وفتح الباب واعطاها عدة صفعات وضربات على وجهها وكتم أنفاسها أيضًا "خنقها" ونظرًا لأنها كانت تصرخ ضربها المجهولين حتى فقدت الوعى تركوها حتى استعادته مرة أخرى وسرقوا منها الحلق الذهب الخاص بها.
وأشارت إلى أنها استطاعت أن تهرب منهم وتجري لترى نجلتها التي تنام في أحد غرف المنزل وكانت حالتها مغلولة الأيدي وهناك “لزق” على فمها ويضعوا السكين على رقبة أولاد نجلتها الصغار قائلة: "بيقولولها ياتسكتيهم أو ندبحهم، واخدوا الدبلة منها ولسه يدوب هياخدوا الحلق جاي حد قالوهم يلا خلاص نمشي".
وحول سبب هجوم المجهولين على منزلها، تابعت أنها لا تدري السبب الحقيقي وراء ما حدث إلا أن نجلتها تزوجت شخص كان يؤجر منزله لابن عمته "مستريح" وكان يعمل معه، ولكنهم بمجرد علمهم بذلك اخبروه اذا تم تأجير منزله المستريح سوف يصطحبوا نجلتهم إلى منزلهم وتتركه خوفًا على حياتها، قائلة: "بنتنا عندنا من آخر أسبوع في رمضان وهما فاكرين الفلوس عندنا الفلوس بتاعة المستريح وقعدت اصوت ضربوني".
وذكرت لـ"الدستور" أنه بعد فرارهم جميعًا من المنزل هرولت إلى مكان زوجها في حوش المنزل إلا أنهم كانوا قتلوه ولفظ أنفاسه الأخيرة، قائلة: "لقيت جوزي ادوه رصاصة في رقبته وطعنه بسلاح أبيض في كتفه من الخلف وفى ايده طعنه أو رصاصة، وهو كان بيدافع عننا علشان كده قتلوه، ومسكت عيالي وقعدت جنب جوزي وهو مقتول خوفت يرجعوا يقتلوا لو صوتنا".
ولفتت إلى أن عدد الذين هجموا على منزلها وقتلوا زوجها 7 أشخاص ولم تستطيع التعرف عليهم لأنهم يرتدوا أقنعة سوداء تخفي ملامحهم، ولكن مازالت علامات الضرب على وجهها، ووجه الطفل الصغير واضحة حتى الوقت الحالي نظرًا لشدة الضربات التي كانت تتلقاها على وجهها منهم ولم يكن لديهم أي مراعاة أنها سيدة كبيرة في السن ومريضة.
وبملامح مليئة بالارتباك والصدمة، قال حسن ربيعي، ابن المجنى عليه وشاهد عيان على الواقعة، إنه استيقظ من النوم بشكل مفاجئ وشاهد عدد من الأشخاص يقفزوا من الحائط وعلى الفور توجه إلى والدته ووالده، مشيرًا إلى أنه حاول إنقاذ والدته منهم ولكنه لم يستطيع.
وفى سياق متصل؛ أوضح أحمد العضيمي، أحد أقارب المجنى عليه، أن بمجرد تواصل زوجة المجنى عليه وأخبرته حتى يأتى إليهم لينقذهم هرول مباشرة إلى المنزل، قائلاً"اما رنيت عليا جيت على هنا شوفت منظر الله لا يوريه لحد ابدا، لما تشوفي العيال وزوجته قاعدين جنب الجثة، باين عليه انه ميت مقدرتش ابص".
وأضاف: "احنا ناس بعضينا كلنا عرب وقبايل عارفين حرمة داخله البيت لو ست غلطت فيك متقدرش تدخل وترد عليها بندور على كبيرها، لكن مينفعش اللي حصل ده ومبيحصلش عندينا، علشان كده لازم الناس اللي عملوا الواقعة دول يحكموا على نفسهم".
وناشدت أسرة القتيل القضاء العادل بمعاقبة المتهمين بالإعدام وأخذ حق رب الأسرة الذى ضحى بحياته لإنقاذ حياة أبناءه ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد تلقيه عدة طعنات وطلقات نارية من مجهولين، موضحين أن والدهم مات أمام أعينهم ولم يستطيعوا انقاذه أو طلب النجدة من الأهالي والجيران نظرًا لما حدث فيهم أيضًا وهدد حياتهم بالخطر، وأنهم على ثقة كامل أن الحكومة والقضاء العادل سوف يأتي بحق والدهم الذى راح غدرًا.
واختتمت زوجة المجنى عليه قائلة: "أنا بطالب بالقصاص وأنهم ياخدوا إعدام علشان جوزي مات وهو بيدافع عننا، وإعدامهم هيبرد نارنا، وانا واثقة ان الحكومة والقضاء هيجيبوا حق جوزي".