«قاتل سلمى فى العباسية».. كيف يتعامل الطب النفسى مع المتهمين بالقتل؟
"عنبر 8 غرب".. ورد اسمه في فيلم "الفيل الأزرق" للفنان كريم عبدالعزيز، وهو القسم الذي يودع فيه المتهمون المحبوسون على ذمة جرائم قتل للملاحظة النفسية لمدة 45 يوما للكشف على قواهم العقلية ومدى مسئوليتهم عن الجريمة.
وقررت محكمة جنايات الزقازيق إيداع إسلام فتحي، المتهم بقتل سلمى بهجت «فتاة الزقازيق»، مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بالعباسية؛ لبيان مدى سلامة قواه العقلية وقت ارتكاب جريمته، وحددت المحكمة جلسة 3 أكتوبر المقبل لاستئناف محاكمة المتهم عقب ورود تقرير مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بشأن بيان مدى سلامة قواه العقلية والنفسية وقت ارتكاب الجريمة.
عنبر 8 غرب
"عنبر 8 غرب" المسمى القديم للقسم الذي يطلق عليه حاليا "قسم الطب النفسي الشرعي"، والمتعلق بقضايا القتل وإيداع المتهمين الذين يتم إحالتهم من النيابة أو المحكمة لبيان حالتهم العقلية.
وتشرح مصادر بالطب النفسي أن أي متهم يحضر بقرار من النيابة أو المحكمة بالخضوع للملاحظة النفسية يتم إيداعه بذلك القسم، ويتم تشكيل لجنة ثلاثية من كبار أطباء النفسية، بشكل سري، لتوقيع الكشف الطبي والنفسي على المتهم.
وأضافت المصادر أن أعضاء اللجنة لا يتم الإعلان عنهم لأي من أطراف القضية، ولا يتم التعرف عليهم؛ لمنع وجود أي شبهة تورط أو محاولة للضغط عليهم لاستخراج نتيجة معينة للكشف الطبي النفسي الموقع على المتهم.
حراسة مشددة وأسلاك شائكة
وحدة الطب الشرعي مبنى مستقل عليه حراسة مشددة ويحيط به أسلاك شائكة وأبراج حراسة معينة من وزارة الداخلية، خاصة أن بداخله متهمين أغلبهم خطرون، ومدة الإيداع 45 يومًا أو شهرين متتاليين؛ لملاحظتهم والكشف على قواهم العقلية.
بمجرد دخول المتهم المستشفى يكون الأطباء وطقم التمريض مسئولين عن ملاحظته فقط، لكن هناك لجنة ثلاثية تكون مسئولة عن تشخيص المرض، أحدهم أستاذ جامعي "القاهرة، عين شمس، الأزهر"، واستشاريا صحة نفسية من مستشفى العباسية، وتجلس معه هذه اللجنة بمفرده عدة مرات وتكون النتيجة إما مؤهل عقليًا ونفسيًا لارتكاب الجريمة ومسئول عن تصرفاته، وهذا يتم إحالته للمحاكمة القانونية ويتم الحكم عليه، وهذا دائمًا يكون مدعيا ووجوده مدة طويلة 45 يومًا تكشف حقيقة ادعائه، حيث إن التشخيص يكون مسئولية اللجنة وحدها.
كما أن اللجنة مسئولة في تقريرها عن الكشف عن طبيعة المتهم وحالته النفسية وقت ارتكاب الجريمة، وهذا يعتمد على حرفية اللجنة، حيث إنها لا تكون متواجدة معه وقت ارتكاب الجريمة، ولكنها تستطيع الحكم على المتهم بسهولة عقب ملاحظته وسؤاله ومناقشته.
ويصدر تقرير ملاحظة الحالة بناء على سلوكياتها، كما يتم إخضاعها لعدة اختبارات، مثل اختبار الذكاء، واختبار «بندر جشطلت» البصري الإدراكي، واختبار رسم اليد الإسقاطي، ويوضع المتهم تحت الملاحظة لمعرفة إذا كان قام بالفعل ومدركا لما ارتكبه أم لا، ثم يرسل التقرير للنيابة أو هيئة المحكمة.