على جمعة: الصلاة هي موطن استجابة الدعاء
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، لقد قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ : كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ. فَقَالَ لِي : «سَلْ». فَقُلْتُ : «أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ». قَالَ : «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟» قُلْتُ : «هُوَ ذَاكَ». قَالَ : «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ»، وكثرة السجود تكون بكثرة الصلاة، فكان النبي ﷺ يصلي صلاة راتبة لم يَدَعْها إلا في نحو سفر سبع عشرة ركعة أخرى، إذًا فهناك سبع عشرة ركعة فرضًا ومثْلُها سُنَّة، ثم كان يقوم الليل فكان يصلي من الليل ويقومه إلا قليلًا، امتثالًا لقوله سبحانه وتعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 2 - 4]، وكان يأمر ويوجه ويرشد بصلاة الضحى من ركعتين إلى اثنتي عشرة ركعة كل يوم ويقول ﷺ: «مَن داوم عليها بنى الله له قصرًا في الجنة» .
وتابع " جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلا : الصلاة في لغة العرب "الدعاء بخير"، ولذلك ترانا ندعوا لرسول الله ﷺ جزاء ما بلَّغ، "اللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيًّا عن أمته"، ونقول: "اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله"، ويظن بعض الناس من غير المسلمين أو منهم ممن يجهلون أن الله يُصَلي على النبي كصلاتنا لله، فالصلاة هنا بمعنى الدعاء، لأن هذا هو معناها في لغة العرب، فاللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد، أي: "أنزل عليه مزيدًا من الرحمات، وأعلي درجته" فإن علو الدرجات لا يعرفُ النهاية، فكلما صلى عليه فرد من أمته زاد درجة عند الله فيما لا نهاية له من الشرف وهو يستحقه ﷺ بما صبر وبما ترك.
وأوضح " جمعة" قائلا : الصلاة هي موطن استجابة الدعاء، ودلَّنا رسول الله ﷺ على الدعاء ونحن في السجود وقال: « وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِى الدُّعَاءِ قَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ ». يعني حَرِيٌّ أن يستجاب لكم، يعني يُستجاب لكم بحق فورًا، وبقوة، ولذلك: «أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد»، صَلُّوا فإن الصلاة ركن من أركان الدين، بل هي عمود الدين، وذروة سنامه، والعمود هو الذي تقوم به الخيمة، فإذا قام قام الدين، وإذا هُدِمَ هُدِمَ الدين.