روشتة خاصة.. كيف واجه المصريون الجفاف فى العصر البرونزى ونجوا من الانهيار؟
أكدت شبكة "ذا ويزر" الأمريكية أنه تاريخيا، كان الجفاف هو السبب الرئيسي الذي قضى على العديد من الحضارات، مما تسبب في مجاعة شديدة لدرجة أن الملايين من الناس ماتوا واضطروا إلى مغادرة أوطان أجدادهم من أجل الطعام.
موجات الجفاف القاسية تهدد العالم
وتابعت أن العالم الآن يعاني من أشد حالات الجفاف في التاريخ المعاصر، حيث يعاني ما يقرب من ثلثي الدول الأوروبية من الجفاف، وتعتبر المفوضية الأوروبية أن الجفاف الحالي هو الأشد منذ 500 عام على الأقل.
وأشارت إلى أنه في الولايات المتحدة، تأثر أكثر من 50٪ من المنطقة بالجفاف، وفي غرب الولايات المتحدة، أصبحت حرائق الغابات الناجمة عن الجفاف أكثر تواتراً وأكثر تدميراً، حيث قام العديد من الولايات في الولايات المتحدة وفرنسا والعديد من البلدان الأخرى بتقييد استخدام المياه.
وأضافت أنه في الصين ضربت الحرارة الشديدة التي استمرت لما يقرب من ثلاثة أشهر مقاطعة سيتشوان أكثر من غيرها، كما أن العديد من الأنهار الكبيرة مثل نهر اليانجتسي هي أيضًا بلا قاع.
ويقول الخبراء إن الجفاف قد يهدد الإنتاج الزراعي وأمن الطاقة والاقتصاد في البلاد، ففي العديد من البلدان الأخرى، يكون الطقس جافًا لدرجة أن العديد من الأنهار والبحيرات والجداول جف أيضًا.
كيف واجه المصريون الجفاف فى العصور البرونزية
وأكدت الشبكة، أنه في الماضي، كان الجفاف أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في القضاء على بعض الحضارات الرائعة، وعلى رأسها الإمبراطورية الأكدية أول إمبراطورية في بلاد ما بين النهرين "غرب آسيا حاليًا" التي أسسها سرجون العظيم قبل 4300 عام.
ووفقًا للأسطورة، تم العثور على سرجون الأكدي عندما كان طفلاً يطفو في النهر في سلة من البردي مثل القديس موسى في العهد القديم، وفي ذروة قوته نصب سرجون نفسه "ملك العالم".
وتظهر نتائج البحث على مدى عقود أن هذا المكان كان ذات يوم منطقة مكتظة بالسكان ، ولكن حوالي عام 2200 قبل الميلاد، اختفت جميع آثار الحياة بما في ذلك ديدان الأرض. وخلص إلى أن الإمبراطورية الأكدية قد انهارت بسبب الجفاف الشديد الذي طال أمده.
وأضافت الشبكة أنه منذ آلاف السنوات واجه العالم مثل هذه الموجات، ولكن في مصر لم ينتظر المصريون الموت في العصر البرونزي ولكن كان لديهم تكيف مع الجفاف.
وتابعت أن الحضارة المصرية تراجعت بسبب الجفاف الذي دام 150 عامًا، فحافظ المصريون على وجودهم رغم انتهاء حضارتهم الفرعونية بسبب الجفاف، ففي القرن الثاني عشر قبل الميلاد، انهارت سلسلة من المجتمعات المزدهرة على ساحل البحر الأبيض المتوسط بسبب الجفاف وتُعرف هذه الفترة الصعبة باسم "انهيار العصر البرونزي".
وأضافت أن الحضارة المصرية القديمة وصلت إلى ذروة قوتها وثروتها وتأثيرها خلال المملكة الحديثة (1550-1070 قبل الميلاد) في عهد الفراعنة البارزين توت عنخ آمون وتحتمس الثالث ورمسيس الثاني.
وأشارت إلى أنه بعد اغتيال رمسيس الثالث عام 1155 قبل الميلاد، تراجعت الإمبراطورية المصرية ببطء بسبب الجفاف الذي دام 150 عامًا والأزمة الاقتصادية والغزو الأجنبي، ومنذ حوالي 10 سنوات، عرف علماء الآثار أن الجفاف في البحر الأبيض المتوسط كان مسئولاً عن انهيار العديد من الحضارات في أواخر العصر البرونزي.
وأوضحت أن الباحثين لم يعرفوا أن المصريين في العصر البرونزي لم يكونوا كذلك حيث كان لديهم خطة للتكيف مع الجفاف.
وتابعت أن الملوك المصريين أمروا بزيادة إنتاج الحبوب، وربوا الماشية المحلية مع أبقار الزيبو أو ماشية الحدباء لتكوين ماشية تتحمل الجفاف، ثم جمعوا كميات كبيرة من الروث الغذائي، في جميع أنحاء الإمبراطورية المصرية لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد والسياسة، وعلى الرغم من الإعداد الدقيق، لم تستطع الإمبراطورية المصرية القديمة تجنب الانهيار في النهاية، ولكن الشعب حافظ على وجوده وظلت مصر موجودة حتى يومنا هذا لم يبدها الجفاف كما فعل مع معظم الدول التي كانت قائمة في هذا الوقت.