«أعتبر نفسي محظوظ».. محيي الدين اللباد يكشف سر عشقه للأغلفة
12 عاماً مرت على وفاة الرسام والفنان التشكيلي محيي الدين اللباد، الذي رحل عن عالمنا في 4 سبتمبر 2010، بعد أن ترك إرثا كبيرا من الأعمال الذي قدمها عبر سنوات طويلة من الدأب والعمل في مختلف المجالات؛ الرسوم الكاريكاتيرية، مجلات الأطفال، التصميمات الجرافيكية، وأغلفة الكتب.
وفي حوار له بجريدة "الأهرام العربي" بعددها الصادر بتاريخ 21 يوليو 2001 تحدث عن تخصصه في فن الغلاف، قائلا: "الغلاف ليس منعزلا عن الكتاب، هذه غلطة نرتكبها دائما، أحيانا بعض الفنانين الكبار يصممون الغلاف ويتركون بقية الكتاب على أساس أنهم ليسوا مسئولين عنه أغلبنا يفعل ذلك لكن هذا خطأ في الحقيقة، فلا يمكن أن نقدم غلافا جيدا وبقية الكتاب من الداخل "ملخبط" أو بدائي، أنا عن نفسي أحاول أن أكون مسئولا عن كل صفحات الكتاب".
وتابع: منذ صغري وأنا أعشق الأغلفة، برغم أنني لا أنتمي في الحقيقة إلى أسرة فنية، ولا أعرف ما الذي جذبني تحديدا إلى هذه المهنة، ولكنني أعتبر نفسي سعيد الحظ، إذ أنني أعمل في مهنة أحبها تماما، متعتي الحقيقية أن أعمل سياقا أو مجموعة من الكتب وليس كتابا واحدا منفردا نسمي ذلك "خلق سياق" ينبغي أن نعترف كذلك أن الذوق العام يتعرض لهزة كبيرة، أعتقد أن السبب فيها يرجع إلى ضرب الطبقة المتوسطة، هذا جزء من المشكلة، النقاش -مثلا، لكي يؤدي عمله ينبغي أولا أن يعيش في مكان آدمي وألا يكون مهددا في حياته، المشكلة الثانية في رأيي أن المستهلك يشعر دائما بالخوف، بأنه مخدوع ومع ذلك هناك محاولات جادة في عالم الأغلفة لا ينبغي أن نتجاهلها، هناك محاولات الفنان بيكار في دار المعارف والمجموعة التي عملت معه لكن هذه المحاولات مع الأسف قد أجهضت ولم تكتمل، فالغلاف لدينا ليست له شخصية ليس له "Style" وكما قلت التجارب السابقة كلها محاصرة وغير متكاملة.
وعن بدايته؛ كشف: قد لا يعلم البعض أن بدايتي كانت في كتب الأطفال، كنت وأنا طفل صغير قارئا لمجلة "السندباد" ثم بدأت بعد ذلك أرسل إليها رسوماتي وحينما التحقت بالجامعة عملت رساما في دار المعارف، وفي الحقيقة أنا لم أنسحب من الرسم الكاريكاتيري ولم تكن هناك الرقابة بالمفهوم التقليدي ولكن ربما كانت هناك رقابات من نوع آخر تمارس علينا أعنى رقابات رؤساء التحرير وسياسة الجريدة التي لم تكن تشجعنا على العمل وعندما كنا نتكاسل بدورنا كانت لا تسأل ولا تهتم، في صحف المعارضة وتحديدا في جريدة "الأهالي" شعرت بأنهم "زحلقوني" أنا وحجازي وبهجت وبقية المجموعة، فقد تغير خط الجريدة وأصبح ليس لنا مكان، فكان الحل في كتب ومجلات الأطفال، عموما المجالات الثلاثة، الرسم الكاريكاتيري، التصميمات الجرافيكية، رسومات الأطفال ليست مختلفة عن بعضها البعض وكلها تصب في نهر واحد.
وحول إذا كان خصما لثقافة الاتصال ودنيا التكنولوجيا وعالم التقنية الحديثة باعتباره يمكن أن يطفي على فن الكاريكاتير والهوية القومية، قال إنه لم يكن يوما ضد التكنولوجيا، لأن التقدم التكنولوجي هو تقدم معرفي لا بد أن يحدث وهذه طبيعة التطوير، مستطردا: في دفتري الثاني (100 رسم وأكثر) حاولت التعامل مع مفردات جديدة، الكمبيوتر صارت له لغة وأنا كنت أحاول أن "أجر شكل" هذه اللغة وأتعامل معها، مثلا حينما ندخل على الإنترنت تظهر لنا يد تدل على أننا عثرنا على الـdate المطلوبة، كلنا نعرف ذلك، إذن أصبحت هذه لغة معروفة عند ملايين البشر وكيف أكون ضد هذه اللغة الحديثة، إنني على العكس من ذلك أحاول أن أقرب هذه المسافة الشاسعة التي تبعد بيننا وبين هذه التكنولوجيا المتقدمة.