«القاهرة للمسرح التجريبي» يناقش أثر التكنولوجيا على فنيات الكتابة المسرحية
ناقش مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي برئاسة الدكتور جمال ياقوت خلال ندوة أقيمت صباح اليوم "أثر التكنولوجيا على فنيات الكتابة المسرحية المعاصرة"، بحضور عدد كبير من نقاد وكتاب المسرح العربي والغربي، وأدار اللقاء الدكتور عبد الرضا جاسم من العراق ، وتحدث بها الدكتور محمد حسين حبيب عن رسالة بحثية بعنوان" الشخصية الدرامية بين الرقمية المسرحية والسايبورغ السينمائية "، وهايل على المذابي عن رسالة بحثية "تحولات التكنولوجيا وأثرها في صناعة النص المسرحي قراءة في تجربة تطبيقات الذكاء الاصطناعي نظام gpt2 نموذجا"، حضرها عدد من الباحثين والأساتذة المخصصين في المسرح من بلدان عربية مختلفة.
وقال عبد الرضا جاسم: منصة القاهرة للمسرح التجريبي هي منصة كبيرة ومهمة بما تقدمه، ودائمًا ما يطرح المهرجان كل ما هو جديد، واليوم نناقش قضية " المسرح التجريبي وأثر التكنولوجيا على فنيات العتبة المسرحي" وهو موضوع في غاية الأهمية.
وقال المخرج المسرحي محمد حسين حبيب في كلمته التي ألقاها تحت عنوان "الشخصية الدرامية بين الرقمية المسرحية و السايبوغرافية السينمائية"، إن هذه الدراسة تتناول في إطارها النظري تاريخ الشخصية الدرامية وتحولاتها في المسرح والسينما وتقسيماتها من المرحلة التقليدية إلى المرحلة الحديثة، وصولًا إلى ظهور الشخصية الرقمية والسايبوغرافية، وهذه الأنواع من الشخصيات التقليدية والحديثة والحداثية إلى ما بعد الحداثية،هي التي مهدت وبلورت لفكرة ظهور شخصية جديدة وبارزة اليوم في المشهد الرقمي والإبداعي مثل شخصية " السايبورغ" التي تمتلك أجزاء عضوية وأخرى "بيوميكاترونيك"، أي دمج عناصر ميكانيكية وأخرى اليكترونية وثالثة حيوية وفقًا لتعريفات المتخصصين الذين يتوقعون مجئ عصر هذا الكائن السيبيراني قريبًا في ضوء أبحاثهم وتنقيباتهم العلمية.
وأضاف: جذور الرقمية وتحولاتها ترتبط بمصطلح الرقمنة الإلكتروني، وبحسب ما جاء في موسوعة "ويكيبيديا"، فإن الرقمية هي الرقمنة أو التحول الرقمي، أي عملية تمثيل الأجسام والصور والملفات أو الإشارات باستخدام مجموعة متقطعة مكونة من نقاط منفصلة، وتعني أيضًا في الأساليب التقليدية المعهود بها إلى نظم الحفظ الإلكترونية، هذا التحول استدعى التعرف على كل الطرق والأساليب القائمة واختيار ما يتناسب مع البيئة الطالبة لهذا التحول.
ولفت إلى أن "عبر هذا المفهوم توسعت الرقمية لتشمل مجالات واسعة من العلوم والفنون والثقافات، إلى جانب التعاملات والعلاقات العامة والخاصة التجارية منها والسياسية والاجتماعية، بل نكاد نجزم أن هذه الرقمية قد هيمنت على مختلف الأمور الحياتية بامتياز لدرجة أننا لا يمكن تصور حياة ما بدون هذه الرقمية.
وأشار: مصطلح المسرح الرقمي، هو مصطلح لم يوضع بعد بشكل معجمي أكاديمي ولم يٌتفق على تعريف له، وله معارضين ومؤيدين، ومهما قولنا عن تأثيرات المسرح العربي منذ نهاية ستينات القرن الماضي حتى نهاية الألفيات توقف البحث في هذا الجانب وللأسف ، وقد وصلت إلى طريق مسدود، فالمسرح الآن بدأ يُفعل من خلال المؤتمرات التي تتحدث عنه، وهذا ما يفعله مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي الذي بدا أكثر وعيًا وتطورًا.
وتحدث هايل على المذابي عن رسالة بحثية حملت عنوان "تحولات التكنولوجيا و أثرها في صناعة النص المسرحي قراءة في تجربة تطبيقات الذكاء الاصطناعي نظام gpt2 نموذجا"، وقال في بداية حديثه : إنه قبل مائة عام كتب رجل مسرحية عن الريبورتات، هل بعد مائة عام الريبورت سيكتب مسرحية عن الرجال، الحقيقة أن هذا الموضوع له أهمية كبيرة من حيث كل اشكال الكتابة والوانها سواء في الشعر أو في القصة أو الرواية أو ، فقبل مائة عام تحدث الناس عن السحر وما كان سحر أمس هو علم اليوم، فكما حدث مع قصة "أليس في بلاد العجائب" الشهيرة حيث استقى منها العالم آينشتاين نظرية النسبية.
وأضاف: ربما كان النص الذي كتبه الروبوت نص مسطح ولكن تجربة تطبيقات الذكاء الاصطناعي " نظام Gpt-2" سيكون لها شأن كبير في الفترة القادمة وسيكون هناك تجارب أكثر، ولكن عبقرية الذكاء الاصطناعي ليست سوي تجسيد لعبقرية العقل البشري الذي أجاد صياغة تفاصيل التكنولوجيا بما يمكن بحق أن يرقي بحاضر البشرية ومستقبلها.