«سارقة الأرواح».. محمد إسماعيل يقتحم عالم الشركات متعددة الجنسيات
"سارقة الأرواح"، عنوان أحدث إبداعات الكاتب الروائي محمد إسماعيل السردية، والمقرر أن تصدر عن دار العين للنشر والتوزيع، والتي سبق وأصدرت لـ محمد إسماعيل روايته الثانية «باب الزوار»، وتصدرت قائمة الأعلى مبيعا ضمن مشاركة دار العين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المنصرمة.
وعن روايته الجديدة «سارقة الأرواح»، قال الكاتب الروائي محمد إسماعيل، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»: تناقش الرواية الوجه القبيح للرأسمالية المتمثلة في الشركات الخاصة، لاسيما الشركات المتعددة الجنسيات والعابرة للحكومات والدول.
وأضاف «إسماعيل» عن روايته «سارقة الأرواح»: «كواليس كتابة الرواية في جزء منها تتضمن تجربة حية عشتها أنا بالفعل، وبعضا من تجارب بعض الأصدقاء والمعارف، بالإضافة إلى الخيال الروائي بالطبع، عن الوضع المزري في الشركات متعددة الجنسيات خاصة طغيان الرأسمالية عليها بالدرجة التي يصبح فيها الإنسان مجرد ترس صغير في آلة كبيرة».
ولفت الكاتب الروائي محمد إسماعيل إلى أن روايته «سارقة الأرواح» هي رواية تعري المؤسسات لتتضامن مع كل ضحايا الرأسمالية من الموظفين، المهمشين الجدد، تخفي بين سطورها قضايا الفساد الإداري في الكثير من الشركات وحيل الفاسدين في تطويع ثغرات قانون العمل لصالحهم.
- الكيانات الضخمة كالثقوب السوداء
ومما جاء في رواية «سارقة الأرواح»، للكاتب الروائي محمد إسماعيل، نقرأ: الندم خلفك فلا تنظر للوراء، انزلقت السنون وتراكمت خلف ظهرك وأنت لا تدري.
تظن أنك تبني لغدك فتنسى حاضرك بين جدران الشركات متعددة الجنسيات، ستعرف مؤخرًا أنك محض رقم يمكن محوه بضغطة زر.
ستة وثلاثون عاما تستعذب السجن الاختياري في هذا الصرح الكبير، لا تبحث قط عن الفرار منه وكأنه الملاذ من أعباء الحياة، وعندما تفيق تجد نفسها وقد ألقت بحلمها في سلة المهملات، كل ذلك يدور برأس نيفين عبدالهادي وهي تتذكر كيف استغرقها العمل حتى نسيت حياتها بين أروقة الشركة، لماذا أصبح رفقاء الأمس أعداء اليوم بعد أن أحرقت مراحل الشك والخوف رموز الصداقة، ولكن عبثا، فقد أدركت ذلك بعد فوات الأوان، فلا تعاتب أحدًا بل عاتب نفسك لأنك وضعت لها الأغلال طواعية وبلا أدنى مقاومة، قررت أن تصبح عبدًا تهب عمرك للشركات.
الكيانات الضخمة كالثقوب السوداء، تجذبنا فنهرع إليها مفتونين، نرجوها أن تبتلعنا ونفعل المستحيل لنذوب بداخلها حتى تأتي على كل منا لحظة يدرك فيها أنه حجر صغير في مدينة عابثة لا يُفتقَد إن غاب، تصعقه المفاجأة فيمعن عندها في الغوص في أعماق هذا السديم الذي لا يعرف له ملجأ سواه.
يشار إلى أن الكاتب محمد إسماعيل روائي شاب ومهندس اتصالات، صدرت روايته الأولى «ما حدث في شنجن»، وحققت روايته «باب الزوار» استحسانا نقديا ورواجا كبيرا بين القراء. ولعلها المحاولة السردية الأولي لروائي مصري يخوض في «العشرية السوداء» تلك التي ألمّت بالشعب الجزائري خلال تسعينيات القرن المنصرم.