الأب أنطوان ملكي: توليد الأطفال في المختبرات غير مقبول في الكنيسة
أطلق الأب أنطوان ملكي، من كنيسة الروم الأرثوذكس، دراسة حملت شعار «التبنّي بين الماضي وأسئلة الحاضر»، قال خلالها: «هدف هذه الدراسة إظهار موقف الأرثوذكسية من التبنّي وليس تفصيل تاريخ التبنّي ومفهومه وممارسته بشكل عام، لهذا، فالمُرادُ قوله مما سبق هو أنَّه لطالما كان هناك أزواج لم ينجبوا، وبالرغم من مختلف محاولاتهم ما أدى إلى وجود التبنّي منذ زمن طويل، وقد أنشأت المجتمعات المختلفة أطراً عديدة لممارسته، كل مجتمع حسبَ إيمانه وحاجته».
وأضاف: «بشكل عام، التبني هو العملية الاجتماعية والعاطفية والقانونية التي يصبح فيها طفل لا يتربّى مع والديه بالجسد (البيولوجيين) عضواً كاملاً ودائماً في عائلة أخرى توفّر له الأمن والاستمرارية والمحبة وتتحمل كأسرة بشكل دائم مسؤولية تربيته».
وتابع: «تعرّف الكنيسة الأرثوذكسية التبنّي بأن يتّخذ الإنسان ابنًا أو بنتًا له من غير صلبه، في تبني الأطفال ترى الكنيسة أنه عملاً قانونيًا لتكوين أسرة وبديلاً اختياريًا للأزواج الذين ليس لديهم أطفال، يقول جورج مانتزاريذس بأن التبنّي هو الفعل الكلاسيكي لتغطية عدم الإنجاب، والذي قبلته الكنيسة أيضًا».
وأكمل: «أما ما هو غير مقبول من الكنيسة فهو توليد الأطفال في المختبرات من آباء وأمهات مجهولين لتبنيهم، إذًا، حتى للتبني هناك حاجة لوجود رجل وإمرأة؛ لأن الطفل، طبيعيًا، هو ثمرة تزاوج رجل وامرأة، وفي الكنيسة الأرثوذكسية خدمةٌ للتبنّي موجودةٌ في كتاب الإفخولوجي الكبير، ولا يوجد نصٌّ مختصر لها كغيرها من الخِدَم في الإفخولوجي الصغير الذي يستعمله الكهنة في يومياتهم، هذا يعني أن الخدمة تتكرر بشكل محدود».
وأردف: «أن دعوة الكنيسة إلى التبني تكون البديل الأكثر سلامة ومحبة وخدمة، خاصة متى تأكد الزوجان صعوبة الإنجاب، طبييًا، تتخطى قدرتهما النفسية والصحية والمادية، أما إيمانيًا فما هو غير مستطاع عند الناس فهو سهل عند الله».
وواصل: «نقرأ في سيَر قديسي الكنيسة أن القديس كوزما أسقف مايوما كان أخاً بالتبني للقديس يوحنا الدمشقي، أما في التعليم، فقد تكون أقدم إشارة مباشرة إلى التبني هي كلام القديس ديديموس الإسكندري الذي يحث فيه على أن يكون للأيتام آباء من الأزواج والأرامل، وتطرق العديد من القديسين والرعاة واللاهوتيين الأرثوذكس المعاصرين إلى موضوع التبنّي مشجّعين عليه».