لما عينت كنيسة الروم 1 سبتمبر رأسًا لسنتها الطقسية؟
تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس، اليوم برأس السنة الطقسية الكنسيّة، وقالت صفحة «نسور الروم»، المنبثقة عن كنيسة الروم الأرثوذكس، في دراسة لها: «منذ عام 312م، حدد الامبراطور قسطنطين الكبير يوم 1 سبتمبر رأسا للسنة، ويسمى هذا اليوم بدء الاندكتيون».
وأضافت: «والاندكتيون، عبارة عن نظام لترقيم السنوات، كان الروم يعتمدونه ، تنظيما لمالية الدولة وتسهيلا لجباية الضرائب السنوية، وهذا النظام يختلف عن نظامنا الحالي، فقد قسموا السنوات إلى اندكتيونات: كل انديكتيون يتألف من 15 سنة، فتكون دورة الاندكتيون الأولى بدأت مع قسطنطين الكبير في 1 سبتمبر 312 م، ودورة الاندكتيون الثانية بدأت في 1 سبتمبر سنة 327 م، والثالثة عام 342 م، وهكذا دواليك».
وتابعت: «كلما بدأت دورة انديكتيون جديدة، كانت الدولة تقوم بتخمين قيمة الأملاك من جديد؛ لتحديد قيمة الضريبة عليها، في الغرب شاع تاريخ 1 يناير بدءاً للاندكتيون، وبالتالي لرأس السنة، بينما شاع في الشرق تاريخ 1 سبتمبر، وكانوا يؤرخون السنوات بهذا الشكل: الأولى للاندكتيون توازي 312م، الثانية للاندكتيون توازي 313م، الثالثة للاندكتيون توازي 314م».
وأكملت: «كان هذا النظام ضروريا لتسديد الضرائب، وأصبح تأريخ المستندات الرسمية بموجبه إلزاميا منذ عهد قسطنطين الملك، الذي جعل تأريخ، أي مستند شرطًا أساسيًا كي ينتج هذا المستند مفاعيله القانونية، وفي عام 313 م، أصدر قسطنطين مرسوم ميلانو، الذي أوقف بموجبه اضطهاد المسيحية في الامبراطورية الرومانية».
موسم جمع الأثمار والحبوب إلى المخازن
وواصلت: «كذلك اعتاد العالم القديم على اعتبار شهر أيلول موسم جمع الأثمار والحبوب إلى المخازن، والتهيئة لإلقاء البذور في الأرض من جديد، لذلك فإن كنيسة الروم ترتل اليوم في بداية سنتها الطقسية : يا مانحا من السماء الأزمنة والأمطار المخصبة للذين على الارض، تقبل ايضا ابتهالات عبيدك».
وأردفت: «رأس السنة عند أجداد الروم كان يبدأ بـ1 سبتمبر، وكان تقويمهم يبنى على خلق آدم، فتوازي السنة الأولى ميلادية، سنة 5508 للخلق، وتكون بالتالي سنة 2022 للمسيح توازي سنة 7530 لآدم، كما كان الروم يؤرخون، ويؤرّخ نيكيتاس خونياتيس الذي عاش بين عامي 1150 و1215، فيقول إن الفرنجة احتلوا القسطنطينية يوم 12 أبريل عام 6712، أي 1204».
وتابعت: «وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن تقويم الروم يتأخر عن تقويم الغرب المعتمد اليوم 13 يوماً، فيكون تاريخ 25 ديسمبر عند الروم يوازي 7 يناير، ولا تزال كتب الروم القديمة تشهد على اعتمادها دائماً تقويمين بحيث يؤرخونها مثلاً : في عام 1453 للمسيح الموازي 6961 لآدم، أو 25 ديسمبر غربي، الموازي لـ7 يناير شرقي، ولذلك فإن أكثرية الأرثوذكس في العالم ما زالوا يعيدون الميلاد في 7 يناير الموازي لـ 25 ديسمبر».